الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استرق أحرار الصديقين، واستعبد كبار الأولياء والصالحين، وكبكب في النار على الرءوس، رءوس العلماء العالمين، فوافقوه على الانخزال عند الموافقة للنزال
ذكر ما صنعه ابن عثمان من الفكر الوبيل
وتوجهه إلى ملاقاة تيمور بطود عسكره الثقيل
فأما ابن عثمان فإنه خاف منه الهجوم، على بلاد الروم، لأن الزروع كانت قد استحصدت، وصدور الفواكه والثمار قد استنهدت، وخضروات الأرض قد اسودت، والرعايا في ظل الأمن والرفاهية قد امتدت، فخشي ابن عثمان أن يصيب العباد منه ضرر، أو يتطاير إلى قبائل بلاده من لهيب ناره شرر، فبادر إلى ملاقاته، وساقته سوائق المنون إلى شرب كأسها في مساقاته، وأراد أن يكون مصطدم الباس، خارج بلاده على ضواحي سيواس، فأجرى من عساكره السيول الهامرة، وأخذ بهم على قفار غامرة، حذراً على رعاياه، من مواطئ مطاياه، فإنه كان على الضعيف من رعيته شفيقاً، وبالفقير من حشمه وخدمه رفيقاً يحكى أنه كان في بعض مغازيه، فعطش بعض
حاشيه، فأتى في قرية بعض النساء، فطلب منها شربة ماء، وكانت أشأم من البسوس، يضرب بها المثل في اللؤم والبوس، فقالت ما عندي ما تشرب، فخذ طريقك ولا تتعب، وكان العطش قد غلبه، ورأى عندها في بعض القعبة شربة لبن فشربه، فقالت هذا قوت الصبيان، واشتكت عليه لابن عثمان، فطلبه واستفسره، فخاف شدة نقمته فأنكره، فقال للمرأة أنا أبعج قبقبه، وأتبين صدقه وكذبه، فإن ظهر في بطنه اللبن، أعطيتك الثمن، وإن تبينت بالصدق قوله، جعلتك مثلة مثله، فقالت والله إنه شربه، وما فهمت في حقه بكذبه، ولكني فرجت كربته، وأبرأت ذمته فقال لابد من إجراء العدل، وإنهاء هذه الحكومة بالفصل، ثم دعا بالسيف ووسطه، وأجرى على بطنه ما شرطه، فانفجر بطنه وهو منعقر، وجرى اللبن وهو بدمه ممذقر، فأشهره في الوثاق، ونادى عليه هذا جزاء من يتناول في دولة الملك العادل ابن عثمان شيئاً بغير استحقاق، ثم إن ابن عثمان تابع الترحال، وسلك في رمضان السفر صوم الوصال