الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن يرموا ويصموا، ويفنوا مهما أرادوا ولا يطنوا، وجعل ينظر إليهم، ويتفرج عليهم، ويزهره لأفعالهم، ويقهقه على أحوالهم، ويجرئهم على الإقدام والنضال، ويشجعهم بذلك على صيد الأبطال، وجعلت حواشي الجيش تنجز على ما أصموا، وتجهز على ما أنموا، وصار ذلك المفسد يترنم وينشد
صيد الملوك أرانب وثعالب
…
فإذا ركبت فصيدى الأبطال
"
فصل
" وكان يحمل إليه البلخش من بلخشان، والفيروزج من نيسابور، وكارون معادن خراسان، والياقوت من الهند، والماس منها ومن السند، واللؤلؤ من هرمز والقطيف والحسا، واليشم والمسك وغيره من الخطا، ومن سائر الأقطار، خالص الفضة ومصفى النضار " فصل " وأنشأ في سمرقند بساتين عديدة، وقصوراً شوامخ مشيدة، كله له ترتيب غريب، ووضع أنيق عجيب، أحكم أساسها، وطعم بأفخر
الفواكه غراسها، سمة أحدها بستان إرم والآخر زينة الدنيا، والآخر جنة الفردوس والآخر بستان الشمال والآخر الجنة العليا، ثم إنه هدم مصرا، وبنى في كل بستان منها قصرا، وصور في بعض هذه القصور مجالسه وأشكال صورته تارة ضاحكة وأخرى عابسة، وهيئات مواقعاته، وصور محاضراته، ومجالس صحبته مع الملوك والأمراء، والسادات والعلماء والكبراء، ومثول السلاطين بين يديه، ووفودها بالخدمات من سائر الأقطار إليه وحلق مصايده وكمائن مكايده ووقائع الهند والدشت والعجم، وصورة انتصاره وكيف انكسر عدوه وانهزم، وصورة أولاده وأحفاده، وأمرائه وأجناده، ومجالس عشرته، وكاسات خمرته، وسقاة كأسه، ومطربي إيناسه، وتغزلات مقاماته، ومقامات تغزلاته، وحظايا حضرته، وخواتين عصمته إلى غير ذلك، مما وقع له من صورة حادثة في الممالك، مدى عمره المتقارب المتدارك، كل ذلك كما وقع ووجد، ولم ينقص من ذلك شيئاً ولم يزد، وقصد بذلك الإفادة، لمن كان في عالم الغيب عن أحواله بالشهادة، فكان إذا توجه إلى مكان، وخلت سمرقند
من الظلمة وأعوان الشيطان، تخلوا تلك البساتين، فيتوجه إليها أهل المدينة الأغنياء والمساكين، فلا يوجد أعجب متنزهاً منها ولا أحسن، ولا أوفق مرتفقاً ولا آمن وأما ثمارها الطيبة فإنها مسبلة، بحيث إنه لا يباع منها قنطار بخردلة، وأنشأ في ضواحي سمرقند ومعاملاتها قصبات، سماهن بأسماء كبار البلدان والأمهات، كمصر ودمشق وبغداد، وسلطانية وشيزار عرائس البلاد، وأنشأ بستاناً في ضواحي سمرقند على طريق الكشف، وبنى به قصراً سماه تخت قراجا، يحكى أن بعض مشيدي عمارته ضاع له فرس واستمرت ترعى في البستان ستة أشهر حتى وجدوها
فصل
نساؤه الملكة الكبرى وهي أقدم وأكمل، والملكة الصغرى وهي أحسن وأجمل، وهما من بنات ملوك الخطا، وتومان بنت الأمير موسى أمير نخشب المار ذكره في أول الكتاب، وجلبان كانت كالبدر عند الكمال، وكالشمس قبل الزوال، قتلها في حياته لشيء بلغه عنها، وكان غير واقع، وإنما فعل ذلك معها لأنه قيل