الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلفظ امرأة ولا بأنثى، وإنما يعبرون عن كل أنثى بلفظ آخر ويحثون على الاحتراز عنه حثا، ولو ولد لأحدهم بنت يقولون ولد له مخدرة، أو ربات الحجال أو مسترة،
…
أو نحو ذلك
ذكر طيران ذلك البوم وقصده
خراب ممالك الروم
فوجد تيمور إلى التوجه على ابن عثمان السبيل، وطلب الرفيق والطريق، ورام الدليل، وعرض جنده فإذا الوحوش حشرت، وانبثوا على وجه الأرض فإذا الكواكب انتثرت، وماج فإذا الجبال سيرت، وهاج فإذا القبور بعثرت، وسار فزلزلت الأرض زلزالها، ومار فأظهرت القيامة أهوالها، وأرسل إلى ولي عهده، ووصيه من بعده، حفيده محمد سلطان بن جهانكير، أن يتوجه إليه من سمرقند صحبة سيف الدين الأمير وركب إلى الروم الطريق، وساعده الاتفاق لا التوفيق، وجرى بذلك البحر المطلخم، والليل المدلهم، فدار وداخ، وعلى قلعة كماخ أناخ، فإذا هي في الوثاقة كيقين موحد، وفي الرصانة والمناعة كاعتقاد متعبد، لا يقطع خندق مناعتها سهم وهم، ولا يهتدي إلى الطريق التوصل إليها صائب فهم، مؤسس أركان
هضابها معمار القدرة، ومهندس بنيان قبابها نجار الفطرة، ليست بالعالية الشاهقة، ولا بالقصيرة اللاصقة، غير أنها في مناعتها وحصانتها فائقة من إحدى جهاتها نهر الفرات يقبل أقدامها، ومن الجهة الأخرى واد متسع يحفظ أعلامها، لا يمكن للأقدام فيها الثبات، وهو مسيل ماء يصب في نهر الفرات ومن الجهتين الأخريين هضاب، يتلو لسان البصيرة عند وقوع البصر عليها " إن هذا لشيء عجاب " فأخذها من غير كلفة، وولج حرمها من غير طواف بها ولا وقفة، وذلك بعد أن قدم محمد سلطان عليه، ووكل أمر حصارها وقتالها إليه وسبب ذلك أن الوادي الذي وراءها، كان يرد بالخيبة لوعورته من منه جاءها، لكونه مزلة الأقدام، واسع الأفعام بعيد مهوى المرام، لا يثلب لسان السهم له عرض، ولا يثبت له تحت قدم غواص البصر قرار أرض، فبمجرد ما وقع نظره عليها، نظر بعين الفراسة إليها، ثم أمر بقطع الأخشاب، ونقل الأحطاب، فلم يكن إلا كلمح البصر، حتى هدموا البيوت وقطعوا الشجر، ونقلوا جميع ذلك الخشب والأعواد، وطرحوها في قعر ذلك الواد، فساووا
به الأرض، وملأوا طوله والعرض، وحين شعر أهل القلعة بهذه الفعال، ألقوا النار والبارود على تلك الأخشاب فأخذت في الاشتعال وأما أساس القلعة فلا ينال، لأنه راكب على قلل الجبال، فلم يبدد ذلك من أمره، ولم يشوش من فكره، بل أمر في الحال، كل واحد من الرجال، أن يأتي من تلك القفار، بعدل من الأحجار، فانبثوا كالنمل والجراد، في تلك المهامه والأطواد، والبراري والمهاد، " وجابوا الصخر بالواد "
ففي الحال ملأوا تلك الدارة، من الحصباء والحجارة، ثم أمر أن يفعل بتلك الحجارة في ذلك المهوى البعيد، ما يفعل بهم في جهنم يوم يقال لها " هل امتلأت وتقول هل من مزيد " فألقوا في ذلك الوادي بعض ما لموه، من أكداس تلك الحجارة فطموه، وبقي في بيادر ذلك الحجر، أخفاف ما رمى من البصر، ولما امتلأ الوادي من الأحجار، مشوا عليها وقربوا من الأسوار، ونصبوا السلالم وتسلقوا، وبناصية مراميها تعلقوا، فأقلع أهل القلعة عن الكلام، وطلبوا الأمان وقالوا ادخلوها بسلام وكان هذا الحصار والتلجئة، في شوال سنة أربع وثمانمائة، ولما استقر فيها أمر بتلك الأحجار أن تنقل
من واديها، ففي الحال سفوها، وفي مكان أخذوها منه رموها، ثم ولى بها شخصاً يدعى الشمس، وولى عنها كما ولى أمس وهذه القلعة نحو من نصف يوم عن أرزنجان، ومن القلاع المشهورة في الدنيا بالمناعة والعصيان، فلا جرم حين استولى عليها، وأفضى بصارمه الذكر إليها، وفتحها قهراً، ومنحها جبراً، أبرد بهذا المغنم البارد، إلى كل صادر في ممالكه ووارد بكتب ترجم فيها من الأخبار كل سائح وشارد وعنوان هذه الترجمة، بلفظها من غير ترجمة
بحد سيوف داميات لدى الوغى
…
فتحنا بحمد الله حصن كماخ
وذكر فيها ابن عثمان وخطابه إليه، وكيف رد جوابه الحمق عليه، ومن جملته، وبعض ترجمته، إنا ما جفوناه ولا تعدينا عليه، ولكن رققنا له القول وتلطفنا إليه، وقلنا له يخرج من قروح مملكته مادة الفساد، وهي أحمد جلائري وقرا يوسف التركماني اللذان أخربا البلاد، وأهلكا العباد، والرضى بالمعصية معصية، والإقرار على الكفر كفر، والفاسق المحروم البائس، شر من الفاسد الظلوم
الملابس، فصارا في الفساد وزيريه وهو الأمير، وفي العناد صغيرين وهو الكبير، وعاشراه على ذلك ووالياه فلبئس المولى وبئس العشير، فأفسداه وما انصلحا، وخسراه وما ربحا، فكأنه عنى شأنهم، من أظهر قولهم وشأنهم بقوله
ولا ينفع الجرباء قرب صحيحه
…
إليها ولكن الصحيحة تجرب
ولم يزل على طريقته العوجا، فأشبه لما أجارهم مجير أم عامر العرجا، فنهيناه فما انتهى، ونبهناه فما أرعوى، وأريناه العبر في غيره فما اعتبر، وناداه لسان انتقامنا من المخالفين الحذر الحذر، وكنا وضعنا اسمه مع اسمنا، على عادة حشمتنا وأدبنا في المراسلات ورسمنا، فتعدى طوره، وأبدى جوره، وكان في بعض مراسلاته، وما وضعه في مكاتباته، كتب اسمه تحت اسم طهرتن، وهذا هو الواجب عليه والحسن، ولا شك أن طهرتن بالنسبة إلينا، كبعض خدمنا، وأقل حشمنا ثم إنه أعنى بايزيد لما طالع كتابنا، ورد جوابنا، وضع اسمه فوق اسمنا بالذهب، وهذا لما فيه من كثرة الحماقة وقلة