الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقثت إليه أطواد عساكرها وبحار جنودها قثا، وحث على ملاقاة تيمور عساكر الغزاة والمجاهدين حثاً
ذكر ما فعله ذلك الخداع المكار
ونمقه في تفخيذه عن ابن عثمان جنود التتار
وتلبث تيمور في أمره، واستورى زناد فكره، فأورى زناده ناره، أن يفخذ عن ابن عثمان تتاره، فأرسل إلى زعمائهم، والكبار من أمرائهم ورؤسائهم، وأميرهم يدعى بالفاضل، وكان في المكرمات من الأفاضل، غير أنه مارس الأيام، ولا اطلع إلى مكائد اللئام - إن حسبكم حسبي، ونسبكم متصل بنسبي، وإن بلادنا بلادكم، وأجدادنا أجدادكم، فكلنا فروع نبعه، وأغصان دوحه، وإن آباءنا من سالف العصر وغابر الدهر نشأوا في عش متوحد، ودرجوا في وكر غير متعدد، فأنتم في الحقيقة شعبة من شعبي، وغصن من أغصاني، وجارحة من جوارحي، وخالصتي وخلاني، وأنتم لي شعار، وباقي الناس دثار، وإن كان الناس ملوكاً بالاكتساب، فأنتم ملوك بالاكتساب والانتساب وإن آباءكم في قديم الزمان، كانوا ملوك ممالك توران، فانتقل
منهم طائفة من غير اختبار، إلى هذه الديار، فاستوطنوها وهم على ما هم عليه من الكرامة، وشعار السلطنة وأسباب الزعامة، ولم يزالوا على هذا النشاط والهزة، إلى أن اندرجوا إلى رحمة الله تعالى وهم على هذه العزة وكان المرحوم أرتنا آخر ملوككم، وأكبر مالك في بلاد الروم أصغر مماليككم، وليس بحمد الله في شوكتكم فلة، ولا في كثرتكم قلة، فأنى رضيتم لأنفسكم بهذه الذلة، وإن تصيروا مسخرين حتى كأنكم من المسحرين؟ وبعد أن كنتم أكابر مكبرين، كيف صرتم أصاغر مصغرين؟ ولستم بدار هوان ولا مضيعة، وأرض الله واسعة، ولم صرتم مرقوقي، رجل من أولاد معتوقي علي السلجوقي؟ ولا أدري ما العلة لهذا السبب، ومن أين هذا الإخاء والنسب، سوى عدم الاتفاق، وانتفاء الاتساق، وعلى كل حال فأنا أولى بكم، وأحق بعمل مصالحكم وتهيئة أسبابكم وإن كان لابد من استيطانكم هذه التخوم، وبيع تلك البلاد الفسيحة بمضايق ممالك الروم، فلا أقل من أن تكونوا كأسلافكم حكامها، مالكي نواصي صياصها راقين سنامها، باسطي أياديكم فيها قابضين زمامها
وهذا المهم إنما يتم إذا كفينا هذه المنازلة، وقضينا الأرب من هذه المناضلة، وتمهد لنا الميدان، وارتفع من البين ابن عثمان، فإذا خلا الجو من المنازع، وصفت لي في هذه البلاد المشارع، وظفرت بهذه الممالك، وسلكت فيها الطرق والمسالك، أعطيت القوس باريها، وأنزلت الدار بانيها، ورددت المياه إلى مجاريها، وجعلتكم ملوك قراها وصياصيها، ومدنها وضواحيها، وقررت كل واحد منكم على قدر استحقاقه فيها فإن رأيتم أن لا تعينوا علينا، أو أمكنكم أن تنحازوا إلينا، فاغتنموا فرصتكم، وخذوا من انتهازها حصتكم، فإنكم قريبون منا صورة ومعنى، وأما الآن بظاهركم مع ابن عثمان وبباطنكم معنا، حتى إذا التقينا امتازوا، وإلى عساكرنا انحازوا
ولا زال فحل كلامه ينزو على حجر حجرهم ولا يجفر، مزخرفاً بتمويهات تزري فصاحتها بكلام الأسود بن يعفر، غائصاً في دردور أفكارهم ليردها عن أن تتبع ابن عثمان وتقفر " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر " حتى إذا خلبهم بهذا المقال، واستجنحهم إلى معنى ما قال، واستهواهم حب الرياسة الذي طالما