الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحب توقات القاسية، ومنهم حاجي كلدي وكان نائب أماسية فلما استقل بالملك تلقب بالسلطان، وكان قد استولى إذ ذاك السلطان علاء الدين على ممالك قرمان، فقال السلطان برهان الدين إن رواة التواريخ حدثتنا وأسمعتنا، وكتب السير أنبأتنا وأخبرتنا، أن ما حوالينا من الممالك متعلق بنا، من سلطاننا وإرثنا ثم شرع في استخلاص ما كان متعلقاً بسلطانه، وجعل يشن الغارات على من يتمادى في عصيانه، فقلع قلعة توقات من الشيخ نجيب قسرا، واستصحبه معه طيبة وقهرا، وانحازت تتار الروم إليه وهم الجم الغفير، وعثمان الملقب بقرايلوك قال له أنا تحت أوامرك أمشي وفي قيد طاعتك أسير، فكان قرايلوك من جملة خدمه، وفي حساب تراكمته وحشمه، فكان يرحل هو ومن معه من الناس، شتاء وصيفاً بضواحي سيواس
ذكر محو قرايلوك عثمان آثار أنوار
برهان الدين السلطان بسبب ما أضمره من العدوان وأظهره حالة العصيان وقبض
عليه لما غدر به الدهر وخان
ثم إنه وقع بين قرايلوك وبين السلطان منافرة، أدت إلى المشاجرة،
وانتهت إلى المرامحة والمناقرة، فنقض العهود والذمم، وامتنع من حمل التقادم والخدم، وتمنع في الأماكن العاصية بمن معه من التراكمة والحشم، فلم يكترث به السلطان، لأنه كان أقل الأعوان، وجعل يتوجه إلى أماسية وأخرى إلى أرزنجان، وكان بالقرب من سيواس مصيف منظره طريف، وترابه نظيف، وماؤه خفيف، وهواؤه لطيف، كأن الخلد خلع على أكتاف رياضه سندسه الأخضر والفردوس فجر في خلال أشجاره من نهره الكوثر على حدائقه من روضات الجنات شبه، وفي ربوة جبهته للأبصار دهشات وللبصائر نزه قلت
عليه شقيق قد زها فكأنه
…
صحون عقيق أترعت بالعنابر
فقصده قرايلوك، ورام في طريقته السلوك فمر على سيواس وبها القاضي أبو العباس فجاز بركابه، ولم يعبأ به، فالتهب تموز قيظه، وكاد يتميز من غيظه، وقال بلغ من هذا العوا أن يلج برج الأسد، أو يقدم إقدامه وأنا حل بهذا البلد، ثم أمر جماعته بالركوب، وقصد عليه الوثوب، واستفزه الغضب والطيش، أن ركب