الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فينتظر حضوره أو يتوجه إلى حضرته ومن حين نبغ، إلى أن بلغ ما بلغ، كان نحواً من ثلاث سنين، وعفاريت الجغتاي وجهنم لابثون " معه " في العذاب المهين، فحصل لألله داد وأرغون شاه من هذا التدرج، غاية التضرر ونهاية التحرج، وبلغا الغية في الإهانة والنكاية، وأعضل داؤهما، وأعجز دواؤهما، واستلذا ذهاب العيش وزواله، على البقاء في هذه الحالة
ذكر ما افتكره ألله داد، ودبره
في مراسلة خدايداد
ثم إن ألله داد استعمل فكره، ولكن أخطأت استه الحفرة، فطبخ قدراً فانقلبت عليه، ونسج كدود القز شبكة حتفه بيديه قلت
إذا انعكس الزمان على لبيب
…
يحسن رأيه ما كان قبحا
يعاني كل أمر ليس يعني
…
ويفسد ما رآه الناس صلحا
فلم يجدا لتبريد الأكباد، إلا مراسلة خدايداد، فجليا عليه صورة هذه البلية، وأخبراه بها عن وضوح وجلية، وأشار عليه بأن يتوجه بأمل فسيح، ويقصد
بعساكره سمرقند وخاطره مستريح، فنهض من ساعته، وتوجه بجيشه وجماعته، ودب دبيب الدبى، فوصل إلى مكان يدعى أورتابا، فلما سمع بذلك خليل سلطان، أرسل إلى الجنود والأعوان، وتعجب من وقاحته، وتعوذ من كلاحته، وجهز ألله داد وأرغون شاه، مع العساكر الجرارة للملاقاة فسارا حتى دانياه، فقابلاه وما قاتلاه، ثم أرسلا إلى خليل سلطان، يستدعيان المدد ويقولان إن هذا الرجل بلغ من ملاحاته، وشدة دعارته وقلة مبالاته، أنه لم يتزعزع من مناخه، ولا دخل ريح هيبتنا من صماخه، فأمدهما بباقي العسكر، وجعل يتشوف لما يكون من الخبر، فأرسلا أيضاً أن هذا، قد آذى، وزاد فسادا، وجارى في عدوانه ثمودا وعادا، فأمدنا بنفسك، وأدركنا بحدسك وحسك، فإن هيبتك أقوى، وطلعتك أضوى، وما ارتكب هذه الجرأة، ولا أقدم على هذه الجيئة، إلا وقد أضمر شراً كبيراً، وطوى في باطنه قاراً وقيراً، فأدركنا بباقي المقاتلة، فإن هذه المرة تكون الفاصلة فخرج خليل سلطان بقلب مطمئن، وخاطر عن حلول