الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لك منهم من الاتفاق، وأما الآن فقد وقع منهم نفاق، واتفق لك منهم عدم اتفاق، وظهر تباعد وشقاق، ففت لذلك كبدك، واختل فكرك وجندك، وهأنا قد جئتك بجد جديد، وبالحد الحديد، فاستعد للقاء، وتيقن عدم البقاء، فإن الحرب كما علمت سجال، وكما أديل لك علينا بالأمس فإن غداً لنا عليك يدال
ذكر توجه بير محمد لمقابلة خليل
سلطان ثاني كرة، وما حصل عليه في ذلك من كرة وفرة، وتوليته الدبر كما بدا
أول مرة
ثم توجه بتلك الجنود والأعوان، وقطع جيحون ووصل إلى مكان يسمى حصار شادمان، فتوجه إليه خليل سلطان، ومعه من عساكر الرجال والفرسان، وجراد الجيش وقمله وضفادعه ما يجري من الدم الطوفان، فمر بتلك الأطواد والبحار، وسرى وهو ما بين رأس وسار، حتى وافى جنود قندهار، وكان كما ذكر من قبل، قد قدح في حراق أحشاء العساكر القندهارية من خوف نار الخليل زناد النبل، فكانوا ملسوعين والملسوع يخاف من جر الحبل، فقبل أن يزعق النفير ويضرب الطبل، نفر من كل فرقة منهم طائفة، وتنادوا
" أزفت الآزفة، ليس لها من دون الله كاشفة " فألبس بير محمد خلعة الخلع، ولم يكن له بها طوق فأقلع إلى القلعة القلع، وأوصد الأبواب وأحكم الأسوار، واستعد في حصار شادمان للحصار، فأحاط به من العساكر كل جارح وكاسر، ودار عليه من بني يافث كل سام وحام، وجد في المحاصرة منهم كل طاعن وضارب ورام، فتندم بير محمد على ما قصد في ذلك وتعمد، وتذكر ما قال له أول مرة، الخواجه عبد الأول، ولكنه اعتذر بالقضاء والقدر، فرماه القضاء بسهم جواب، أجاد فيه وأصاب، وقال
وعاجز الرأي مضياع لفرصته
…
حتى إذا فات أمر عاتب القدر
فانعكس منه كل رأي وفال، وتغير عليه كل أمر وحال، وذهب عنه منعطفاً ما بيده من ملك ومال، ونفر عنه كل أسد أصلى للحرب ناراً حامية لما سطا على " كل " حام وصال، ورجع عنه لسوء تدبيره كل ذي قرابة حين لمع له بالأماني الكاذبة كل سراب وآل، وتمزقت شقق تدبيره على منوال تفكيره سدى ولحمه فلم يبق له من دون الله وال