الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الأموال والأسرى والمتاع، ووصلت طراشته إلى آزاق، وهدم سراي وسرايجوق وحاجي ترخان وتلك الآفاق، وعظمت منزلة إديكو عنده، ثم قفل قاصداً سمرقنده، وصحب إيدكو معه، ورام منه أن يتبعه
ذكر إيدكو وما صنعه وكيف
خلب تيمور وخدعه
فأرسل إيدكو قاصداً إلى أقاربه وجيرانه، وقبائل الميسرة من أصحابه وأخدانه، من غير أن يكون لتيمور، بذلك شعور، أن يرحلوا عن مكانهم وينشمروا عن أوطانهم، وأن ينحوا جهة عينها وأماكن بينها، صعبة المسالك، كثيرة المهالك، وإن أمكنهم أن لا يقيموا في منزل واحد يومين فليفعلوا ذلك، فإنه إن ظفر بهم تيمور بدد شملهم وأبادهم كلهم، فامتثلوا ما رسم به إيدكو وارتحلوا، ولم يلووا ولما علم إيدكو أن جماعته فوزوا، وحشمه لتيمور أعجزوا، قال له يا مولانا الأمير إن لي من الأقارب والحشم الجم الغفير، وإنهم عضدي وجناحي، وبصلاح معايشهم صلاحي، ولا آمن عليهم إن بقوا بعدي، من توقتاميش الجور والتعدي، بل لا شك أنه يفنيهم
ويبيدهم عن بكرة أبيهم، وحيث يمتنع عليه بجاه جنابك جانبي ينتقم لسوء طويته من حشمي وأقاربي، لأن سدى هذه الملاحم أنا ألحمته، وفي مضايق البلاء ومآزق الانكسار أنا أقحمته، وعلى كل حال فلا يطيب على قلبي أن يساكنوه وكيف يهنأ لي العيش وأصدقائي مجاورون عدوي، فإن اقتضت الآراء المنيرة، إرسال قاصد إلى تلك " الأماكن " والقبائل الكثيرة صحبة مرسوم شريف وأمر عال منيف باستمالة خواطرهم، وتطيب قلوب قبائلهم وعشائرهم والأمر بترحالهم وترقيع حالهم، فنكون جميعاً تحت الظل الشريف في روض عيش وريق وريف ونخلص من هذا الدشت، الخلق الدشت ونقضي ما مضى من الأعمار، ونقضي الباقي في جنات تجري من تحتها الأنهار، فالرأي الشريف أعلى واتباع ما يبديه بالمماليك أولى
فقال له تيمور أنت عذيقها المرجب وجذيلها المحكك، ومع وجودك أنت من يسلك هذا المسلك فقال كل الأنام عبيدك وتابع مرادك ومريدك، ومن تراه لشيء أهلاً كان كل حزن عليه سهلاً فقال بل أنت أولى بهذا الأمر فكن ضمينه إذ لا يفتى ومالك في المدينة،
فقال أضف إلي واحداً من الأمراء ليكون لي عليهم وزراء، مع مراسيم شريفة بما تقتضيه الآراء المنيفة فأجابه وقضى مراده وأضاف إليه من أراده، فقضيا مآربهما ونجزا ونحو مطلبهما تجهزا ولما فصل إيدكو تيمور استدرك فارطه، وعلم أن إيدكو خلبه عقله وغالطه، فأنفذ إليه قاصداً أن يكون إليه عائداً لأمر قد سنح ورأي قد جنح، فلما قدم القاصد عليه وبلغ ما أرسل به إليه، قال له وللأمير الذي معه وقد نهى كلاً منهما أن يتبعه اقضيا مأربكما والحقا صاحبكما وقبلا يديه وأبلغاه أن أمد اجتماعنا هذا منتهاه وإني بريء منه إني أخاف الله، ولم يمكنهما مخاشنته ولا وسعهما في تلك الضائقة الشديدة إلا ملاينته، فودعاه وانصرفا، وانحرفا وما وقفا ولما بلغ تيمور ذلك تصرف وتصرم وتبرح وتبرم وحرق عليه الأرم وتندم ولات حين مندم، وكاد يقتل نفسه حنقاً عليه، وتجرع كاسات ويوم يعض الظالم على يديه، ولم يمكنه التقيد به فلم يتحرك له بحركة، وتوجه إلى ممالكه ثم إلى سمرقند وتركه، وكان هذا آخر أمره من دشت بركة قيل إنه لم يخدع تيمور ويدهيه،