الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسنذكر كيف جاد بإعدامه وأجاد
ذكر مر
أمر خليل سلطان ببناء ترمذ
التي خربها جنكيز خان، وتجهيزه العساكر لهذا الشأن
ثم في شهر صفر سنة عشر وثمانمائة، أرسل خليل سلطان من الجنود فئة، وأضافهم إلى ألله داد، وضم إليهم من رءوس الأجناد إلياس خواجه وابن قماري منصور، وتوكل قرقرا ودولت تيمور، إلى ترمذ مع آخرين، ليعمروها فاستمروا سائرين، حتى وصلوا إلى ترمذ، فجمعوا في الحال احتياجاتهم من الأحجار والأخشاب والقرمد، ثم تقاسمت تلك الرءوس أبدانها، وعلوا عن أن يتسوروا قلة أسوارها وحيطانها، وجعلوا يعملون ولا يلبثون، ويبنون بكل ريع منها آية يعبثون، وتركوا بالنهار أكلاً وبالليل نوماً، فأتموا بنيانها في نحو خمسة عشر يوماً، وحين ميزوا محلاتها وفرزوا دروبها وطرقاتها، ورفعوا أعلام مساجدها ومناراتها وبينوا مواضع أسواقها وأبياتها، أمروا الباقين من ذرية النازحين عنها من أهلها، وكل من رحل من خراب وعرها إلى عمران سهلها، أن يرجعوا إليها، ويخيموا عليها،
وكان أولئك المساكين، قد استوطنوا منها البساتين، وبنوا فيها أسواقهم وبيوتهم، وجمعوا فيها أسباب معايشهم وقوتهم، واستمر ذلك من وقت جنكيز خان، إلى وقت تيمور كوركان، فكانوا في وطنهم آمنين، وعن حركات الانزعاج والتقلقل ساكنين فلم مات تيمور، وحدث شرور وأمور، أراد خليل سلطان أن يصونهم، فأرسل من شيد حصونهم، وكانت الجديدة عن العتيقة نحواً من فرسخ، فصارت العتيقة أحصن من الجديدة وأرسخ، لا سيما وقد علا البانون منارها، ونهر جيحون يصافح أقدام طود حمل أسوارها، بخلاف الجديدة، فإن قصور مساكنها غير مشيدة، وهي عن النهر بعيدة فلما نادوا الناس أن ادخلوا إلى دار قراركم، فكأنهم كتبوا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم، فلم يثقل الله داد عليهم، ولا كرب في ذلك ولا التفت إليهم، ولم يظهر في ذلك عنادا، ولكنه حشر فنادى، أن كل من سبقت يده من أهل البلد، إلى شيء من هذه الأماكن والعمائر الجدد فهو له من غير منازع، ولا ممانع ولا مدافع ثم أمر بانتقال الخبازين والقصابين، والطباخين