الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمركوب، وسدلت عليهم عنقاء الظلام الجناح، عدل بهم إلى بعض البطاح، فحط عنه واستراح، ورسم أن " لا " توقد نار، ولا يطمع أحد في طعم النوم بقرار، ولا يشام في جفن طرف سيف ولا سيف طرف، ثم التهموا ما يسد الرمق وصلوا صلاة الخوف، فعبدوا الله على حرف، وأمهلوا ريثما قطعت الدواب العليق، ثم أمر فحملوا وركبوا متن الطريق
ذكر تنبه خدايداد، بأن ألله داد خبل عقله
بأنكال وأنكاد
ثم إن خدايداد تنبه من رقدته، وارعوى من ليلته، وعلم أن ألله داد خلبه نهاره ذلك وسحره، وكشف شمس عقله ولعب به في دست حلفه وقمره، فعض كما يعض الظالم على يديه، وعبى في الحال عسكراً جراراً وأنفذه إليه، فأسرعوا وراءه والتمسوا لقاءه، فلم يروا له عيناً ولا أثر، ولا رووا عنه من أحد حديثاً ولا خبراً، فلم يزالوا في طلبه حائرين دائرين، ثم غلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين
ووصل ألله داد إلى مقصده، فوجد وظيفة الوزارة شاغرة فاستولى عليها بمفرده، إذ قبل دخوله كان شيخ نور الدين قد خرج، وشاه ملك وكل من رام العصيان كان قد دب ودرج، فابتهج بقدومه
خليل سلطان، وقدمه كما كان، على سائر الوزراء والأركان، فتمكن ألله داد كيف شاء، وتصرف في معاني الملك ببديع بيانه إخباراً وإنشاء، وتعاطى في الحال تمهيد الأمور، وتجهيز السرايا وحفظ الثغور، فتراجع أمر الناس وانضبط، وانتظم عقد الملك بعدما انفرط، واستقر حال الناس، وتمكنت القواعد على الأساس وكان هو وبزندق وأرغون شاه وآخر يدعى كجوك يدبرون مصالح المملكة، ويسلكون بكل أحد مسلكه، ولكن ألله داد هو الدستور الأعظم، والمشار إليه المفخم، وعليه مدار القبض والبسط، ونظام عقود الحل والربط، واستمر شيخ نور الدين وخدايداد، يغيران على البلاد، ويزيدان في الشر والفساد، واستوليا على أطراف تركستان، وممالك تلك البلدان، منها سيرام وتاشكند، وأندكان وخجند، وشاه رخية وأترار وسغناق، وغير ذلك مما في تلك الأكناف والآفاق، فكانوا يقطعون سيحون، ويتوجهون إلى ممالك ما وراء النهر ويغيرون، فتارة يتوجه إليهم خليل سلطان، وتارة يجهز لهم طوائف من الجند والأعوان، وعلى كل تقدير فإنهما كانا