الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن توانيت عن إطفائه كسلا
…
أورى قبائل تشوي القلب والكبدا
فلو تجمع أهل الأرض كلهم
…
لما أفادوك في إطفائه أبدا
وما أهملت خطابه، وأمهلت جوابه، لترسما فاقتفى، وتأمرا فاكتفى، وتؤسسا فأبني عليه، وتجاوبا فيصل ذلك كذلك مني إليه
ذكر ما أجاب به السلطان أبو يزيد
بن عثمان القاضي برهان الدين أبا العباس سلطان ممالك سيواس
فأما السلطان أبو يزيد بن عثمان، فإن هذا الفعل أعجبه، ونغم هذا القول أطربه، واستحسن هذا الحكم من القاضي واستصوبه، وأرسل إليه يقول إن ارتدع تيمور عنه وانتهى، وإلا فليأتينه بجنود لا قبل له بها، فليقابله بعين قريرة، وليثبت له بحسن البصيرة، وإخلاص السريرة، ولا يجزع من جنوده الغزيرة، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة وإن اقتضت آراؤه السديدة، وأحكامه السعيدة، توجه بنفسه إليه، وقدم بالغزاة والمجاهدين عليه، ليرفع أعلامه، وينفذ أحكامه، ويكون لسيفه يداً، ولجناحه عضدا، ثم أرسل كتابه، وانتظر جوابه
وأما الملك الظاهر
فما رأيت له كتاباً، ولا حققت منه له جوابا، والظاهر أن جواب الملك الظاهر أبي سعيد، كان شقيق جواب السلطان الغازي أبي يزيد، إذ أفعالهما وأقوالهما في الباطن والظاهر، كانت من توارد الخاطر، ثم إني رأيت كتاباً يتضمن خطاباً وجوابا، وذكر أن الخطاب من ذلك الغادر، والجواب من الملك الظاهر، وكلاهما سوى آي الكتاب غير زاه ولا زاهر، أما صورة الخطاب فهو " قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون " اعلموا أنا جند الله مخلوقون من سخطه مسلطون على من يحل عليه غضبه، لا نرق لشاك ولا نرحم عبرة باك، قد نزع الله الرحمة من قلوبنا، فالويل كل الويل لمن لم يمتثل أمورنا فإنا خربنا البلاد، وأهلكنا العباد، وأظهرنا في الأرض الفساد، قلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، خيولنا سوابق، ورماحنا خوارق، وملكنا لا يرام، وجارنا لا يضام، فإن أنتم قبلتم شرطنا، وأصلحتم أمرنا، كان لكم ما لنا، وعليكم ما علينا، وإن أنتم خالفتم وأبيتم، وعلى بغيكم تماديتم، فلا تلومن إلا أنفسكم،
فالحصون منا لا تمنع، والعساكر لدينا لا ترد ولا تدفع، ودعاؤكم علينا لا يستجاب ولا يسمع، لأنكم أكلتم الحرام وضيعتم الجمع، فأبشروا بالذلة والجزع، فاليوم تجزون عذاب الهون، وقد زعمتم أننا كفرة، فقد ثبت عندنا أنكم فجرة، قد سلطنا عليكم إله له الأمور مقدرة، والأحكام مدبرة، كثيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، قد ملكنا الأرض شرقاً وغرباً، وأخذنا منها كل سفينة غصباً، وأرسلنا إليكم هذا الكتاب، فأسرعوا في رد الجواب، قبل أن ينكشف الغطاء، ولم يبق لكم باقية، فينادي عليكم منادي الفناء " هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا " وقد أنصفناكم إذ راسلناكم، ونثرنا جواهر هذا الكلام عليكم والسلام وهذه صورة الجواب وقيل هو إنشاء القاضي بدر الدين بن علاء الدين بن فضل الله وما أظن لذلك صحة وهو " بسم الله الرحمن الرحيم " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير " حصل الوقوف على كتاب مجهز من الحضرة الأيلخانية، والسدة العظيمة الكبيرة السلطانية قولكم إنا مخلوقون
من سخطه، مسلطون على من يحل عليه غضبه، لا نرق لشاك، ولا نرحم عبرة باك، قد نزع الله الرحمة من قلوبكم فهذا من أكبر عيوبكم، وهذا من أقبح ما وصفتم به أنفسكم، ويكفيكم بهذه الشهادة واعظاً إذا اتعظتم " قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون " ففي كل كتاب ذكرتم، وبكل قبيح وصفتم، وزعمتم أنكم كافرون، ألا لعنة الله على الكافرين من تشبه بالأصول، لا يبالي بالفروع نحن المؤمنون لا يصدنا عيب، ولا يداخلنا ريب، القرآن علينا نزل، وهو رحيم بنا ولم يزل، وقد عمنا ببركة تأويله، وقد خصنا بفضل تحريمه وتحليله إنما النار لكم خلقت، ولجلودكم أضرمت " إذا السماء انفطرت " ومن العجب العجاب تهديد الليوث باللتوت، والسباع بالضباع، والكماة بالكراع نحن خيولنا بحرية، وهممنا علية، والقناة شديدة المضارب، ذكرها في المشارق والمغارب، إن قتلناكم نعم البضاعة، وإن قتلتمونا بيننا وبين الجنة ساعة " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " وقلكم قلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال فالجزار لا يبالي بكثرة الغنم، وكثير من الحطب
يكفيه قليل من الضرم " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " لفرار لا من الرزايا، نحن من المنية، في غاية الأمنية، إن عشنا عشنا سعداء، وإن متنا متنا شهداء إلا إن حزب الله هم الغالبون، أبعد أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين، تطلبون منا طاعة؟ لا سمع لكم ولا طاعة وطلبتم أن نوضح لكم أمرنا، فهذا الكلام في نظمه تركيك، وفي سلكه تفكيك، لو كشف لبان، قبل التبيان، أكفراً بعد إيمان، أم اتخذتم رباً ثان؟ " لقد جئتم شيئاً إدا، تكاد السموات يتفطرون منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا " قل لكاتبك الذي رصع رسالته، ووصف مقالته، حصل الوقوف على كتاب كصرير باب، أو طنين ذباب، " وسنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا " ومالكم عندنا إلا السيف بقوة الله تعالى
ثم إني وجدت في نسخة محا مر الدهور، بتقادمه مدادها، وبيض كر العصور، على وجه الزمان من شيبها سوادها، صورة هذا الكتاب، وهيئة هذا الخطاب، من إنشاء نصير الدين الطوسي، على لسان هولاكو التتري، مرسلاً ذلك إلى سلطان مصر،