الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأدب، ثم ذكر أنه توجه يروم، استخلاص ممالك الروم، وتشدق في هذا الكتاب، وتفيهق في هذا الخطاب فهو أحد دساتير الكتاب والأساطير المستعان بها في الخطاب والجواب
ذكر ما عزم ابن عثمان عليه
عند انصباب ذلك الطوفان إليه
فلما بلغ ابن عثمان ما قصده، وأنه جعل طالعه في سماء الحرب رصده، توجه لقتاله، واستعد لاستقباله، وكان على مدينة استنبول محاصراً آثمها وكفارها، وقد قارب أن يفتحها وتضع الحرب عنها أوزارها، وأن جنده كان عنده، ولكن أمر بطارقة الغزاة، والشواهين من كواسر جيشه والبزاة، وسراة السرايا وكرام كرميان، وأحلاس خيل السواحل وقروم قرمان، وأجناد ولايات منتشا وأساورة صاروخان، وجمع أمراء التومانات والسناجق، وأصحاب الرايات ورءوس الفيالق، ونواب جميع الثغور والأمكنة، مما هو جار تحت تختي بروسا وأدرنة، وكل من دبج البحر الأخضر من بني الأصفر، من رايته البيضاء بالدم الأحمر، وفاق سويداء كل عدو أزرق، بسهامه السود على جواده الأبلق، أن يعملوا مصلحتهم، ويأخذوا
حذرهم وأسلحتهم واستعان في ذلك بكل بطريق وعلج مارجي، داخل في أمان المسلمين على قتال كل باغ وخارجي
واستدعى التتار، وهم قوم ذو يمين ويسار، ناس سواذج، لهم مواشي نواتج، ملأوا الأقطار بمواشيهم، وعلوا الشواهق والبوادي برءوسهم وحواشيهم، ربما يكون لواحد منهم عشرة آلاف جمل، ما منها واحد حمل ومثل ذلك أفراس، ما أسرج لها ظهر ولا ألجم رأس، وأما الغنم والبقر فلا يحصى عددها ولا يحصر " وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر " لهم في ممالك الروم وقرمان إلى ضواحي سيواس مشات ومصايف، وللملوك والسلاطين عليهم اعتماد كما لهم في أنواع المبرات وظائف، لو قصدهم فقير أو غريب أو طالب علم أو أديب، جمعوا له من الغنم والبقر، والصوف والشعر، والسمن والأقط والوبر، ما يكفيه وذويه إلى آخر العمر، وكانوا يسعون لكثرتهم وما معهم من الأمم، ثمانية عشر ألف عالم فلبى كل من صدى هؤلاء الجبال مدى صوته بالإجابة، وبادر إلى امتثال أوامره بالإطاعة والإنابة، وانبعث إليه التتار بقضهم وقضيضهم بعثا،