الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب-
الجوانب الكيفية للنمو العقلي:
تتضمن هذه الجوانب نمو العمليات العقلية وتراكم المضامين أو المحتويات العقلية، فالعمليات العقلية تتضمن ثمة وظائف كالإدراك والتعلم وحل المشكلة والتفكير والنمو اللغوي والمضامين أو المحتويات العقلية ما هي إلا نتاج هذه العمليات وما يصفه المرء بمحتويات أو مضامين تفكير الطفل، وسوف نتأمل سويًا التغيرات التي تحدث في كل من العمليتين العقليتين أثناء السنتين الأوليين من نمو الطفل.
الإدراك:
يتصل الإدراك بالعمليات التي نقرأ بها والتي تنقل أو تصل بواسطة حواسنا فنمو القدرة الإدراكية تتضمن كل من الازدياد التدريجي لحساسية مستقبلات الطفل "العين، الأذن، وهكذا" للمعلومات التي تمده بها البيئة، وازدياد القدرة على التسجيل وتفسير هذه المعلومات، وعمومًا فالإدراك يكون ذو تأثير وفاعلية في السنتين الأوليين من حياة الوليد البشري.
الرؤية:
استطاع العلم الحديث التواصل إلى كثير من المعلومات عن نمو حاسة الرؤية أكثر من أي نظام حاسي آخر، فالعين الإنسانية لا تكون كاملة التكوين منذ الميلاد، حيث تحدث تغيرات خلوية "مسامية" Cellular في نقرة أو حفيرة العين Fovea "وهي جزء من شبكية العين والتي تتعامل مع الرؤيا المركزية" وحتى الشهر الرابع يمكن أن تؤثر على حدة رؤية الطفل. ويشير "مان" Mann؛ "1964" إلى أن الأطفال الرضع يميلون إلى أن يكون عندهم طول نظر وذلك بسب قصر المسافة بين عدسة العين والشبكية، وينقص ذلك كما تدرج الرضيع في النمو.
ويتصف نظام الرؤية لدى الرضيع بعدم الكمال، "حيث نجد العصب البصري لا يكون نخاعيًا Myelinize وبالتالي يمكن أن يؤثر على قدرة الرؤية عند الأطفال الصغار، وعمومًا فإن حدة الرؤية والتي تتضمن القدرة على التمييز بين خطوط ذات أطوال مختلفة، تنمو بصورة سريعة أثناء السنة الأولى من حياة الوليد، وتشير نتائج دراسة فانتز Fantz ورفاقه "1974" أن الأطفال يمكنهم تمييز أطوال نصف بوصة "قلم أو خط طوله نصف بوصة" والبوصة 2.54 سم على مسافة 10 بوصات في شهرهم الأول، ويمكنهم تمييز 64/ 1 من البوصة عندما يصلون إلى ستة أشهر.
وجدير بالذكر نجد تطور مشابه في تتبع الرضيع في رؤية الأشياء وملاحقة الحركات التي تحدث أمامه، وعلى الرغم من أن الرضيع يمكنه أن ينظر تجاه موضوع متحرك بكلتا عينيه، إلا أنه لا يستطيع أن يجري حركات هادئة حتى الشهر الثالث أو الرابع من عمره.
ويشير Bornstein؛ "1975" إلى أنه على الرغم من صعوبة التعرف عما إذا كان الرضيع يمكنه فعلا رؤية الألوان، كما أنه ليس من السهل تحديد أنواع المثيرات التي يستجيب إليها والتي تكون مفضلة عنده، إلا أنه وجد أنواع المثيرات التي يستجيب إليها والتي تكون مفضلة إلى الألوان ذات الأطوال الموجية ويولون الاهتمام بها مثل الألوان الأزرق والأحمر إذا ما قورن اهتمامهم بالألوان الأخرى. ويشير إلى أن التغيرات الكبيرة في الضوء المعاكس عندما يبدأ شكل ما وينتهي شكل آخر يبدو أنه ذا أهمية في الاستحواذ على انتباه الأطفال الصغار.
ولقد تأملت دراسات عديدة مدى انتباه الأطفال إلى وجود التي يرونها، على أمل تحديد الوقت الذي يمكن للرضيع فيه الانتباه إليها.
وأشارت هذه الدراسات Hoat Other؛ "1976" إلى أن الأطفال الرضع عندما يصلون إلى شهرهم الرابع يمكنهم التعرف على الوجوه من حولهم خاصة وجه الأم إلا أنه ما يزال غير واضح مع ذلك عما إذا كان الطفل يجب انتباهه بصورة أولية إلى ملامح معينة كالعيون أو الشعر أو إلى الشكل ككل.
وتشير نتائج الدراسات إلى أن الأطفال الرضع كلما تدرجوا في مدارج نموهم كلمات كانت تفضيلاتهم للمثيرات الأكثر تركيبًا، وتشير نتائج دراسات Fantz وزملائه إلى أن الأطفال الصغار يفضلون المثيرات ذات الأشكال والنماذج عن تلك المثيرات التي بلا شكل أو نموذج معين، وتشير نتائج هذه الدراسات كذلك إلى أن الأطفال الرضع في شهرهم الثاني يفضلون أشكال الحيوانات، وعندما يصلون إلى أسبوعهم الثالث عشر يبدو
تفضيلهم للمنحنيات على الخطوط المستقيمة والنماذج متحدة المركز عن النماذج غير المتحدة المركز.
وتشير نتائج دراسة Bower؛ "1974" أن الأطفال يحصلون على بعض جوانب الاتساق في الشكل والحجم خلال الشهور الأولى من الحياة، إلا أننا نجد C. Shank؛ "1941" أن تلك القدرة، قدرة الاتساق في الحجم والشكل "وهي عملية آلية تعديلية بواسطة المخ والتي تمكنا من رؤية الموضوعات البعيدة كما لو أنها في نفس الحجم عندما تكون قريبة منا وتحتفظ بنفس الشكل بغض النظر عن وجهتها، يشير شأنك أن هذه القدرة لا تحدث إلا في نهاية السنة الأولى من حياة الوليد البشري، وجدير بالذكر فإن أحد أسباب تلك النتائج المتعارضة ترجع ابتداء إلى كيفية قياس المسافة والحجم واختلافاتهم في تلك الدراسات.