الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرعون مصر ستّة وسبعين ألف ألف دينار، وفى زمن بنى أميّة ألفى ألف وسبعمائة ألف وثلاثة وعشرين ألف دينار، وفى زمن بنى العبّاس ألفى ألف ومائة ألف وثمانين ألف دينار. وكان خراج فارس فى زمن الفرس أربعين ألف ألف دينار، وكرمان ستّين ألف ألف دينار، وخوزستان خمسين ألف ألف دينار، والله أعلم.
ذكر سنة إحدى وعشرين
النيل المبارك فى هذه السّنة:
الماء القديم خمسة أذرع وإصبعان، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وخمسة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الإمام عمر بن الخطّاب رضى الله عنه أمير المؤمنين، والدنيا عادت دار إسلام، يتلى فيها القرآن، وخلت من عبادة الأوثان والصلبان.
وفيها فتحت [الماهين](1) وهمدان، ووصل المسلمون بلاد العجم، وفتحت إصبهان.
وفيها كانت وقعة أبى موسى مع الهرمزان، وأسر، وبعث إلى الإمام عمر ابن الخطّاب، وقد ألبس ثياب الديباج المنسوجة بالذهب مرصّعة بالدرّ والجوهر ووضع على رأسه التاج مكلّلا بالياقوت الأحمر، ممنطقا بمنطقة فيها حبّ الجوهر، وختموه بخاتمه.
فلمّا قدم به المدينة قال: هل لملككم يوم يجلس فيه؟ فقيل: إنّه يمشى فى الأسواق، ليتعاهد أمور المسلمين، قال: فمن حرسه؟ قالوا: الله حارسه، قال:
فمن شرطه؟ قالوا: هو شرطى نفسه.
فأتى به إلى المسجد، وعمر نائم فى المسجد متوسّدا الحصى، فاتتبه (180) عمر رضى الله عنه لجلبة الناس، فرآه فاستعاذ بالله من أهل النار، وأمر بإلقاء ما عليه، وأمر بقتله، فقال: يا أمير المؤمنين، قدمتّ عطشا، فقال: لا يجمع الله عليك القتل والعطش، اسقوه! فأتى بقدح من خشب فيه ماء، فقال: إنّى لم أشرب فى هذا قطّ، فاسقونى فى إناء نظيف! فأتى بزجاجة فيها ماء، فلمّا أخذها ارتعد وعاد يتلفّت يمينا وشمالا، فقال له عمر: اشرب! قال: إنّى أخاف أن أقتل قبل أن أشرب، قال: لا بأس عليك، لا تقتل حتى تشرب، فألقى الزجاجة فكسرها، فقال عمر: جيئوه بغيرها! قال: لست اليوم بشارب، فقال عمر:
اضربوا عنقه! فقال أنس بن مالك: أليس إنّك أمنته؟ قال عمر: لتجيئنّى بالمخرج أو لأعاقبنّك، قال: أو لم تقل: لا تقتل حتى تشرب؟ فقال عمر: أسلم يا هرمزان! قال: أمّا دينى فلا أتركه، وأمّا دمى فقد أحرزته، فحبسه عمر، ولم يزل يدعوه إلى الإسلام حتى أسلم.
وفيها مات خالد بن الوليد رضى الله عنه، ودفن بحمص. وعن محمّد بن سلام عن أبان بن عثمان قال: لم تبق امرأة من بنى المغيرة إلاّ وجزّت ناصيتها، ووضعته على خالد.
وفيها قتل الجارود بالبحرين.
وفيها ولد الحسن البصرى والشعبى، واسمه عامر بن شراحيل.
وفيها بعث عمرو بن العاص عقبة بن نافع فافتتح زويلة.
وكان الأمير فى هذه السنة على دمشق عمر بن سعد، وفى ولايته حوران وحمص وقنّسرين والحيرة، ومعاوية بن أبى سفيان على البلقاء والأردنّ وفلسطين والسواحل وأنطاكية والمعرّة وما معهم، وعمرو بن العاص بمصر وأعمالها، وأبو موسى الأشعرى ببلاد العجم.
وفيها حجّ رضى الله عنه، واستخلف زيد بن ثابت على المدينة، وكان عامله على مكّة واليمن والطائف واليمامة.
وفيها مسحت بلاد السواد، فكان عامره وعابره ستة وثلاثين ألف جريب، ولم تمسح سبخة ولا تلّ ولا مستنقع ماء. والذى مسح ما دون جبل حلوان إلى منتهى القادسيّة المتّصل بالعذيب، من أرض العرب إلى الفرات عرضا تقدير ثمانين فرسخا، من تخوم الموصل مع الماء إلى ساحل البحر بلاد عبادان، من شرقى دجلة طولا قدره مائة وخمسة وعشرون فرسخا.
وفرض على كلّ جريب درهما وقفيزا من غلّة، وجريب الكرم عشرة الدراهم وجريب النخل خمسة الدراهم، وجريب القصب ستّة، وجريب البرّ أربعة، والشعير درهمين، وعلى الموسر من أهل الذّمة ثمانية وأربعين درهما، والمتوسّط نصفها، والفقير ربعها.
فكان جملة خراجه أوّل سنة ستّة وثمانين ألف ألف درهم، والسنة الثانية مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف، وجباه عمر بن عبد العزيز مائة ألف ألف وأربعة وعشرين ألف ألف. وفى زمن الحجّاج ستّون ألف ألف، وقد كانت