الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والبيت لا يضرب هاتيك القله
…
إلاّ ابن وئغاء كتون مهمله
فقال العبّاس رضى الله عنه:
وبيت ربّى لا لعبت معنا
…
إنّك بذّاء قئول (100) بالخنا
فأكبّ عليه عبد المطّلب واحتمله، وارتجز يقول:
لم يبننى عمرو ولا قصى
…
إن لم يسوّد فتى لؤى
مخيلة ما ليس فيها لى
تفسير ذلك
قوله: هاتيك القلة، هى لعبة يلعبها الصبيان، يأخذون عودين طول أحدهما نحو من ذراع، والآخر صغير، فيضربون الأصغر بالأكبر، وهى يقال لها اليوم العقلة، وكان صبيان الأحياء قديما يلعبونها.
وقوله: وثغاء، هى الفاجرة، وثغت فرجها أى أفسدته وأهلكته.
وقوله: كتون، هى اللصوق بالرجال لفجورها.
وقوله: سهلة، هى التى لا ضابط لها.
وقول العبّاس: إنّك بذّاء، أى تقول الفجر.
وقول عبد المطّلب: لم يبننى عمرو ولا قصىّ: يرفع نسبى، بنيت الشئ أى رفعته، وعمرو هو هاشم، وقصىّ هو أبو عبد مناف، وكان اسمه زيدا ثم لقب قصيّا؛ لأنّه كان قاصيا عن قومه ثم قدم عليهم فجمعهم فى الحرم فسمّى مجمّعا.
قال الشاعر:
أبوهم قصىّ كان يدعى مجمّعا
…
به جمع الله القبائل من فهر
وقوله: لؤىّ، هو لؤىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، والنضر عند أكثر النسّابين هو قريش، وقد تقدّم القول فى ذلك.
وقوله: المخيلة، هى الميسم والعلامة، يخال من أجلها أى يظنّ، وقد ظهرت على فلان مخيلة خير.
وقوله: ليس فيها لىّ، اللىّ هو المطل، والله أعلم.
ويروى أن قريشا سوّدت العباس رضى الله عنه فى حال صغره، وذلك أنّهم كانوا إذا حضرتهم الحرب أقرعوا بين السّادات منهم (101)، فأيّهم خرج سهمه قدّموه وصدروا عن رأيه، فأدخلوا معهم فى القرعة مرّة العبّاس وهو صغير، لما كان يبدو عليه من النجابة، فخرج سهمه فأجلسوه على ترس وأحاطوا به، وذلك فى حرب الفجار.
وروى أن الإسلام أدرك العبّاس رضى الله عنه وجفنته دائرة على فقراء قريش من بنى هاشم، وجنده معدّان لسفهائهم، وانتهت السيادة بمكّة إليه وإلى أبى سفيان بن حرب، وفى ذلك قال العبّاس بن مرداس السّلمى يأمر رجلا من قومه كان ظلم بمكّة أن يعوذ بهما مستجيرا، فقال:
إن كان جارك لم تنفعك ذمّته
…
وقد شربت بكأس الذلّ أنفاسا
فأت البيوت وكن من أهلها صدرا
…
لا يلق باديهم فحشا ولا باسا
وثمّ كن بفناء البيت معتصما
…
تلق ابن حرب وتلق القرم عبّاسا
قرما قريش وحلاّ فى ذوائبها
…
المجد والحزم ما حازا وما ساسا