الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن أولاد عمر رضى الله عنه
عبيد الله بن عمر، كان شديد البطش، وله أخبار بصفّين فى قتاله عليّا مع معاوية، ولمّا بويع لعلىّ بالخلافة هرب منه، وخاف أن يقيّده بالهرمزان، وسيأتى ذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
وكان مع معاوية، وكان معه سيف عمر رضى الله عنه، وهو ذو الوشاح، وسيأتى مصافاته عند ذكر حرب صفّين.
ولمّا استمرّ القتل بصفّين، قال معاوية: من لربيعة؟ وكانوا يقاتلون مع علىّ قتالا شديدا أنكوا فيه (1)، فقال له عبيد الله بن عمر: أنا لهم إن أعطيتنى ما أسلك فيه، قال: سل! قال: الغمامة تصرفها معى، وهى كتيبة معاوية، وكان يقال لها الغمامة والخضراء والشهباء، فصرفها معاوية معه، فمال عبيد الله إلى فسطاطه ومعه بحريّة بنت هانئ بن قبيصة الشيبانى، فظاهر بين درعين.
فقالت له زوجته: ما هذا؟ (196) قال: عبّأنى معاوية لقومك فى الغمامة، فما ظنّك؟ قالت: ظنّى أنّهم سيد عوننى أيّما منك، فقتل ذلك اليوم.
فلمّا كان العشىّ وتراجع الناس، أقبلت بحريّة على بغلتها، وعليها خميصة سوداء، ومعها غلمة لها، حتى انتهت إلى ربيعة، فسلّمت، ثم قالت: يا معشر ربيعة، لا يخز الله هذه الوجوه، قالوا: من أنت؟ قالت: أنا بحريّة بنت هانئ، قالوا: مرحبا وأهلا وسهلا بسيّدة نسائنا، وابنة سيّدنا، ما حاجتك؟ قالت:
جثّة عبيد الله بن عمر بن الخطّاب، قالوا: أذنّا لك فيها، وأشاروا إلى الناحية
التى صرع فيها، وكانت الريح هاجت عليهم، فقلعت أوتاد أبنيتهم، وإذا برجل من بنى حنيفة قد أوثق طنبا من أطناب خبائه برجل عبيد الله بن عمر وهو مسلوب، فلمّا رأته رمت خميصتها عليه، وأمرت غلمانها فحفروا له، ثم وارته.
وكان الذى قتله سلبه سيفه، فلمّا تولّى الأمر معاوية أخذ السيف من قاتله، فردّه على آل عمر.
وأمّا زيد أخو عمر رضى الله عنهما كان أسنّ من عمر، وأسلم قبل عمر، وشهد بدرا وأحد والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان زيد صاحب الراية يوم اليمامة، وانكشف المسلمون، فجعل زيد يقول:
اللهم إنّى أبرأ إليك ممّا جاء به هؤلاء وأعتذر إليك من فرار أصحابى، ثم تقدّم بالراية فضارب بسيفه، حتى قتل رحمه الله، ورقعت الراية فأخذها سالم مولى أبى حذيفة، فقال له المسلمون: يا سالم، إنّا نخاف أن نؤتى من قتلك، فقال:
بئس حامل القرآن أنا إن أتيتم من قبلى.
وقال عمر رضى الله عنه لمّا استشهد زيد رحمه الله: سبقنى إلى أخى الحسنيين، أسلم قبلى واستشهد قبلى.
وكان (197) الذى قتل زيدا رجل يقال له أبو مريم الحنفى، فلمّا جاء إلى عمر، قال له: أقتلت أخى زيدا؟ فقال: أكرمه بيدى ولم يهنّى بيده.
ولمّا شهد زيد بدرا مع عمر كان بينهما درع، فقال كلّ واحد لصاحبه:
والله ما يلبسها غيرك، وكان ممّن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
وكان عمر يقول: ما هبّت صبا قطّ إلاّ ذكرت أخى زيدا (1)، وأقسم عمر