الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها تزوّج عثمان بنت خالد بن أسد، وزاد فى المسجد ووسّعه.
وفيها توفّيت حفصة بنت عمر، زوج النبى صلى الله عليه وسلم، مع خلاف فيه.
ذكر سنة سبع وعشرين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع وثلاثة عشر إصبعا، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وخمسة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الإمام عثمان رضى الله عنه، أمير المؤمنين بالمدينة، والعمّال بحالهم، وعبد الله ابن أبى سرح على مصر، وكذلك [قيس بن العاص](1) بحاله.
وقيل فى هذه السّنة كان فتح الأندلس، فتحها عثمان بن عبد الله بن الحصين من قبل عبد الله بن أبى سرح، واجتمع أهل إفريقية إلى عبد الله بن أبى سرح، وسألوه أن يأخذ منهم ثلاثمائة قنطار ذهبا، على أن يكفّ عنهم، ففعل، وقبل منهم.
وكان المسلمون عشرين ألفا، وبلغ الفارس منهم ثلاثة آلاف دينار، والراجل ألف دينار، واشترى مروان الخمس، حسبما تقدّم من الكلام.
وفيها كانت غزاة معاوية بن أبى سفيان قبرص فى البحر، ومعه فاضة زوجته، وكان معه أمّ حرام الأنصاريّة، التى أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّها أوّل من يغزو فى البحر، كانت مع زوجها عبادة بن الصامت، وتوفّيت (217) هناك، وقبرها تستسقى به أهل قبرص فيسقوا.
وقيل إنّ عثمان رضى الله عنه أوى الحكم بن [أبى](1) العاص بن أميّة، وردّه إلى المدينة فى هذه السنة، وكان ممّن يؤذى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحكى مشيته، فاطّلع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى بعض حجر نسائه، فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنزة، وقال: عذيرى من هذا الوزغة اللعين، ثم قال له:
لا تساكنّى أنت ولا ولدك، فغرّبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، فهو الطريد (2)، فيقال: إنّ عثمان كان استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ردّهم، فلمّا ردّهم أنكر الناس ذلك من فعل عثمان، وهو ممّا نقموا عليه.
وفيها أيضا ولّى الوليد بن عقبة بن أبى معيط الكوفة، فلمّا قدم قال له سعد (3): يا أبا وهب، أمير أنت أم مأمور؟ قال: أمير! فقال سعد: ما أدرى أحمقت بعدك أم كست بعدى؟ قال: ما حمقت ولا كست، ولكنّ القوم ملكوا فاستأثروا، فقال سعد: ما أراك إلاّ صادقا، فأنكر الناس أيضا ذلك على عثمان، حتى قال بعضهم، وهو يزيد بن قيس الأحبى ومعقل بن قيس [الرّياحىّ] (4): لقد أراد عثمان كرامة أخيه بهوان أمّة محمّد.
ولمّا فعل الوليد فى الصلاة ما فعل جاء رجال إلى عثمان فأخبروه، فاستقدمه فقدم. وكانا الذى شهد عليه بما صنع زهير بن عوف الأزدى، ورجل من بنى أسد، وكان قد قصدا غرّته، فتفقّداه فى صلاة العصر فلم يرياه، فانطلقا إلى بابه ليدخلا عليه فمنعهما البوّاب، فأعطياه دينارا، ودخلا عليه، فإذا هو سكران لا يعقل، فحملاه ووضعاه فى سريره، فقاء خمرا، وانتزع زهير خاتمه من يده، ومضيا إلى عثمان (218) فأخبراه، فاستشار عثمان عليّا، فقال: أرى أن تشخصه إليك، فإذا شهد عليه وجهه [و](1) حدّده (2)، فلمّا قدم أمر عثمان بجلده، فلم يقم أحد، فقام علىّ كرّم الله وجهه فجلده بدرّة يقال لها السبتية، لها رأسان، فضربه أربعين، فذلك ثمانون، ويقال إنّه لم يكن بسيرة الوليد بأس، ولكنّه كان مسرفا على نفسه.
وفى الوليد قال الحطيئة:
شهد الحطيئة حين يلقى ربّه
…
أنّ الوليد أحق بالعذر
نادى وقد تمت (3)
…
صلاتهم
لأزيدكم ثملا وما يدرى
ليزيدهم خيرا ولو قبلوا
…
منه لزادهم على عشر
فأبوا أبا وهب ولو فعلوا
…
لقرنت بين الشّفع والوتر
حبسوا عنانك إذ جريت ولو
…
حلّوا عنانك لم تزل تجرى
وذلك أنه كان صلّى بالناس صلاة فزاد فيها، ثم التفت إليهم وقال: