الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(94) ذكر أولاده الذكور والإناث ومن تزوّج بهن
ولدت له خديجة فى الجاهليّة ولدا، وسمّى عبد مناف، وولدت فى الإسلام القاسم، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم، وعبد الله ويسمى الطيّب والطاهر، وقيل الطّيب غير الطاهر، ومن الإناث: زينب، ورقيّة، وأمّ كلثوم، وفاطمة صلوات الله عليهن أجمعين.
وعن محمّد بن إسحق أنّ ولده كلّهم ولدوا قبل الإسلام، وهلك البنون قبل الإسلام، وهم يرضعون، وقيل مات القاسم وهو ابن سنتين، وقيل بلغ أن يركب النجيب ويسير عليه، وأمّا البنات فأدركن الإسلام، وآمنّ به واتّبعنه، وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم، وقيل ولدوا كلّهم فى الجاهليّة إلاّ عبد الله، وأكبر بنيه القاسم، ثم الطيّب، ثم الطاهر، وأكبر بناته زينب، ثم رقيّة، ثم أمّ كلثوم، وقيل بل فاطمة أصغرهنّ، هؤلاء كلّهم من خديجة رضى الله عنها.
وأمّا إبراهيم فإنّه ولد له من مارية القبطيّة، ومات وله من العمر سبعون ليلة وقيل سبعة أشهر، وقيل ثمانية عشر شهرا، فكلّ أولاده ماتوا قبله إلاّ فاطمة رضى الله عنها، فإنّها ماتت بعده بستّة أشهر، والله أعلم.
ذكر من تزوّج ببناته صلى الله عليه وسلم
زينب، تزوّجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزّى بن عبد شمس، وهو ابن خالتها، أمّه هند، وقيل هالة، بنت خويلد، أخت خديجة، وكانت خديجة أشارت بزواجها منه، وكان صلى الله عليه وسلم لا يخالفها، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحى.
وكان من الرجال المعدودين فى المال والتّجارة والأمانة، ولمّا بدأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم
وبادأ قريشا بأمر الله عز وجل، (95) جاءوا إلى أبى العاص فقالوا له، فارق صاحبتك ونحن نزوّجك بأىّ امرأة شئت، فقال: لا أفارق صاحبتى، وما يسرّنى أنّ لى بامرأتى أفضل امرأة من قريش.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان الإسلام قد فرّق بين زينب وبين أبى العاص حين أسلمت، إلاّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر على أن يفرّق بينهما، إذ كان مغلوبا بمكّة، ولمّا أسر المسلمون أبا العاص أرسل إلى زينب يقول: خذى لى أمانا من أبيك، فخرجت فأطلعت رأسها من باب حجرتها، والنبى صلى الله عليه وسلم يصلّى بالناس، فقالت: أيّها النّاس، أنا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنّى قد أجرت أبا العاص، فلمّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أيّها الناس، إنّى لم أعلم بهذا حتى سمعتموه، ألا وإنّه يجير على المسلمين أدناهم» .
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أنّ النبى صلى الله عليه وسلم ردّ زينب على أبى العاص بمهر جديد ونكاح جديد، وقيل بل ردّها عليه بالنكاح الأوّل (1)، وقد ولدت زينب لأبى العاص عليّا، مات صغيرا، وأمامة الّتى حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصلاة، وعاشت حتى تزوّجها علىّ عليه السلام، بعد فاطمة رضى الله عنها، فكانت عنده حتّى أصيب: فخلف عليها المغيرة بن زيد بن الحارث بن عبد المطّلب فتوفّيت عنده.
فاطمة عليها السلام، تزوّجها علىّ كرّم الله وجهه فى الإسلام، ولدت له حسنا وحسينا ومحسنا، فذهب محسن صغيرا، وولدت له رقيّة، وزينب، وأمّ كلثوم،
وتوفّيت رقيّه ولم تبلغ، وتزوّج زينب عبد الله بن جعفر، وتزوّج أمّ كلثوم عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، فولدت (96) له زيد بن عمر، ثم خلف عليها بعده عون بن جعفر، فلم تلد له شيئا، وماتت عنده.
رقيّة، تزوّجها عثمان بن عفّان رضى الله عنه فولدت له عبد الله، وبه كان يكنى أوّلا، ثم كنى بأبى عمرو، وكانت قبله عند عتيبة (1) بن أبى لهب، ولم يبن بها، حتى بعث صلى الله عليه وسلم، فلمّا أنزلت عليه {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ»} ، وآمنت رقيّة، قالت له أمّ جميل بنت حرب بن أمية-حمّالة الحطب-: طلّقها يا بنى، فإنّها قد صبأت، فطلّقها، فخلف عليها عثمان، وقيل إنّ نكاح عثمان كان فى الجاهليّة، وهاجر عثمان إلى الحبشة، وهاجرت معه، توفّيت رقيّة يوم ورد زيد بن حارثة بشيرا بفتح بدر، وجاء وعثمان واقف على قبر رقيّة يدفنها، وكان تمريضها منعه من شهود بدر، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم فى غنيمتها.
وروى أنّه لما عزّى بابنته رقيّة قال: «الحمد لله، دفن البنات من المكرمات» .
أمّ كلثوم، تزوّج بها عثمان بعد موت أختها رقيّة، وكانت قبله عند أخى عتيبة بن أبى لهب زوج رقيّة، فلمّا أنزلت:{تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ»} قال أبو لهب: رأسى من رءوسكما حرام إن لم تطلّقا ابنتى محمّد، فطلّقاهما ولم يبنيا بهما، وجاء عتيبة حين فارق أمّ كلثوم النبى صلى الله عليه وسلم وقال: كفرت [بدينك](2)