الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعوت الّلعين (1)
…
فأدنيته
خلافا لسنّة من قد مضى
وأعطيت مروان خمس العبا
…
د ظلما لهم وحميت الحمى
وما أتاك به الأشعرى
…
من الفئ أنهبته من ترى
فأما الأمينان إذ بينا
…
منار الطّريق عليه الهدى
فما أخذا درهما غيلة
…
ولم يصرفا درهما فى هوى
وهذا القول مردود عليه لأنّ للإمام أن يتصرّف فى مال الله تعالى بالاجتهاد، ولو أخطأ-والعياذ بالله-لم يجز فى شرع الدين الخروج عليه ولا عناده، وأمّا حمى عثمان رضى الله عنه فإنّما فعل ذلك بخيل المسلمين التى يجاهدون عليها، وإبلهم، وهو حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أكثر أهل العلم إنّه يجوز ذلك، والله أعلم.
ذكر سنة تسع وعشرين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وستة عشر إصبعا، مبلغ الزّيادة ستة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الإمام عثمان رضى الله عنه أمير المؤمنين بالمدينة، وفيها تغيرت (220) أناس من ولاة الأنصار، عزل أبا موسى الأشعرى عن البصرة، وولّى عبد الله بن عامر ابن [كريز (2)]، وجمع له جند عثمان بن [أبى](3) العاص الثقفى وعمان والبحرين،
واستعمل على خراسان عمير بن عثمان بن سعد، وعلى سجستان عبد الله بن [عمير](1) الليثى، وألحق بكل واحد من هؤلاء عدّة أعمال.
وبعث إلى الأهواز وفارس عند ما نكثوا [عبيد الله](2) بن معمر، فسار إليهم، والتقوا على باب إصطخر، فقتل عبيد الله وانهزم المسلمون، فسار عبد الله ابن عامر بن كريز من البصرة، فاقتتلوا، وانهزم الفرس، وفتحت خوزستان (3).
وفيها رجم عثمان رضى الله عنه امرأة من حنيفة أدخلت على زوجها فولدت لستّة أشهر، فقال علىّ عليه السلام: إنّ الله يقول: {وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً»} (4) وقال فى الرضاع: {حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ»} (5)، فالرضاع أربعة وعشرون، والحمل ستّة أشهر، فبعث بردّها، وجدها رجمت.
وفى هذه السنة ظهر الطعن على عثمان رضى الله عنه وتكاتب الناس فيه، وبلغ عثمان ذلك فخرج متوكّئا على مروان وهو يقول: إنّ لكلّ شئ آفة، ولكلّ نعمة عاهة، وإنّ آفة هذه الأمّة، وعاهة هذه النعمة، عيّابون طعّانون، يظهرون ما تحبّون، ويسترون ما تكرهون، طغام مثل النعام، ينعقون أوّل ناعق وأحبّ مواردهم إليهم الكذب، أما والله لقد نقموا على ابن الخطّاب فقمعهم ومنعهم، ونعم الله أنا أعزّ ناصرا، وأكثر عددا، فما لى لا أفعل فى الحق ما أشاء، فقال مروان: إنّه لا يحكم بينك وبينهم إلاّ السيف، فقال عثمان: اسكت فلست من أهله.