الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بنى فى سنة سبع وأربعين ومائتين، وفيها قتل المتوكّل حسبما يأتى من ذكره، وتولّى عمارته الفرغانى وفيه عمد، طوله تسعة عشر ذراعا من أوّله إلى اثنى عشر ذراعا مقسوم بثمانية وعشرين إصبعا، وما بعده مقسوم بأربعة وعشرين إصبعا، والذّراعان متساويان، فما فائدة الاختلاف فى قسمة عدّة الأصابع؟ وما الفرق فيه؟ هذا من دقيق الحكم الغامضة، وسألت ابن أبى الرذاذ فى وقت يحضره القاضى المرحوم فخر الدّين ناظر الجيوش المنصورة عن هذه العلّة، لعلّه يكون عنده فيها جواب مرض، فلم يجب بما يقارب خصوصا أن يكون الصحيح فيه، والله أعلم.
ذكر
السنة الأولى من الهجرة النبويّة
الماء القديم خمسة أذرع وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة ستّة عشر ذراعا وعشرون إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ومكّة بيد الكفّار من قريش، (38) واليمن فى مملكة الفرس مضافة إلى ملك فارس، والشّام فى ملك الروم، ومصر فى مملكة الروم، وبها يومئذ المقوقس، واسمه جريج بن مينا وهو يقوم بخراجها لملك الروم بالشام، وهو مقيم بالإسكندريّة، وعنده تسمين البطرح (1)، سبيله فى النصرانية سبيل القاضى فى الإسلام.
وفى هذه السنة بعث النبىّ صلى الله عليه وسلم فأحضر بناته، وزوجته سودة، وبنى بعائشة، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ورأى عبد الله بن زيد (1) الأذان، وعقد لحمزة لواء أبيض، وقال:«خذه يا أسد الله» ، وهو أوّل لواء عقد فى الإسلام.
وفيها بعث عبيدة (2) إلى بطن رابغ (3) بأصحابه، وفيها رمى سعد بن أبى وقّاص بسهم، وجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم التفدية بين أبيه وأمّه (4)، وهو أوّل سهم رمى فى الإسلام.
وفيها غزاة المغيرة، والأبواء، وغزوة بواط، قال ابن إسحاق: إنّ هذه الغزوات كلّها فى السنة الثانية من الهجرة.
وفيها زيد فى صلاة الحضر ركعتان، وقيل فيها ولد عبد الله بن الزبير، وهو أوّل مولود ولد فى الإسلام بعد الهجرة، وكان يزعم أنّ اليهود سحروا المهاجرين فلا يولد لهم ولد، فلمّا ولد عبد الله بن الزّبير زال زعمهم واشتدّ الفرح.
وفيها بنى مسجده صلى الله عليه وسلم، وبنى مسجد قباء.
وفيها غزوة العشيرة، وفيها أغار كرز بن جابر الفهرىّ على سرح المدينة فخرج النبىّ صلى الله عليه وسلم خلفه إلى وادى سفوان من ناحية بدر.