الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أزواجه وأنسابهنّ وعدّتهنّ
رضوان الله عليهنّ أجمعين
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصىّ بن كلاب، تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قصىّ بن كلاب، وكان قد تزوّجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أوّلهما، وهى بكر، عتيق بن (89) عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له جارية ثم هلك عنها، فخلف عليها النبّاش بن زرارة، وقيل هند بن زرارة التيمى (1)، فولدت له ابنا وبنتا، ثم هلك عنها، فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وماتت عنده حسبما تقدّم، ولم يتزوّج صلى الله عليه وسلم عليها حتّى ماتت رضى الله عنها.
وعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها ذات يوم فاحتملتنى الغيرة فقلت:
عوضك الله من كبيرة السنّ، قالت: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبا شديدا، وسقطت فى جلدى، وقلت: اللهمّ، إن أذهبت غضب رسولك لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت، فقال:«كيف قلت، والله لقد آمنت بى إذ كفر بى الناس، وآوتنى إذ رفضنى الناس، وصدّقتنى إذ كذبنى الناس، ورزقت منها الولد حيث حرمتموه» ، قالت: فغدا وراح علىّ بها شهرا.
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤىّ، تزوّجها بعد خديجة بمكّة قبل الهجرة، وكانت قبله
تحت السكران بن عمرو، أخى سهل بن عمرو، فكبرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد طلاقها، فوهبت نوبتها لعائشة فقالت: لا رغبة لى فى الرجال، وإنّما أريد أن أحشر فى أزواجك، فأمسكها، وصار يقسّم لبقيّة نسائه دونها، ونوبتها لعائشة.
عائشة بنت أبى بكر الصدّيق عبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة ين كعب بن لؤىّ بن غالب التيمى، تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرّة بن كعب، تزوّجها بمكّة قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث، وهى إذ ذاك ابنة (90) ست سنين وقيل سبع، وبنى بها صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهى ابنة تسع على رأس سبعة أشهر من الهجرة، وقيل ثمانية عشر شهرا، ومات عنها وهى ابنة ثمانى عشرة سنة، وتوفّيت فى المدينة سنة ثمان وخمسين وقيل سبع وخمسين، ودفنت فى البقيع وصلّى عليها أبو هريرة رضى الله عنه، ولم يتزوّج صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، وكنيتها أمّ عبد الله، وروى أنّها سقطت منه صلى الله عليه وسلم سقطا، ولم يثبت.
حفصة بنت عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح بن عبد الله ابن قيظ بن زراح بن عدىّ بن كعب بن لؤىّ، تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كعب ابن لؤىّ، وكانت قبله تحت خنيس بن حذافة السهمى، وكان صحابيّا بدريّا، توفّى بالمدينة، وروى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلّقها، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: إنّ الله يأمرك أن تراجع حفصة فإنّها صوّامة قوّامة. وروى أنّه لمّا بلغ عمر بن الخطّاب رضى الله عنه طلاقها حثا التراب على رأسه وقال: ما يعبأ الله
بعمر وابنته بعد هذا! فنزل جبريل من الغد وقال للنّبىّ صلى الله عليه وسلم: إنّ الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر، وتوفّيت عام تسع وعشرين وقيل ثمان وعشرين وهو عام إفريقية، والله أعلم.
أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف. تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عبد مناف، وكانت قبله تحت [عبيد الله](1) ابن جحش، وهاجرت معه إلى الحبشة، فتنصّر بها وأتمّ الله لها الإسلام وتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بالحبشة، وأصدقها عند النجاشى أربع مائة دينار (91)، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أميّة الضمرى فيها إلى الحبشة، وولى نكاحها عثمان بن عفّان، وقيل خالد بن سعيد بن العاص، توفّيت سنة أربع وأربعين
أمّ سلمة هند بنت أبى أميّة بن المغيرة بن عبد الله بن [عمر](2) بن مخزوم ابن يقظة بن مرّة بن كعب بن لؤىّ، تلقّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرّة بن كعب، وكانت قبله تحت أبى سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن [عمر](2) ابن مخزوم، وولدت له [عمر](2) وزينب، فكانا ربيبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر مع علىّ عليه السلام يوم الجمل، وولاّه البحرين، وله عقب بالمدينة، توفّيت سنة اثنتين وستين (3)، ودفنت بالبقيع، وهى آخر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إنّ ميمونة آخر أزواجه، وهو الصحيح.
زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى خزيمة
ابن مدركة، وهى ابنة عمّته أمية بنت عبد المطّلب، كانت قبله تحت مولاه زيد ابن حارثة، فطلّقها، فزوّجها الله تعالى إيّاها من السماء، ولم يعقد عليها، وصحّ أنّها كانت تقول لأزواج النّبىّ صلى الله عليه وسلم: زوّجكنّ آباؤكنّ وزوّجنى الله من فوق سبع سموات، وتوفّيت بالمدينة سنة عشرين، ودفنت فى البقيع، وهى أوّل من مات من أزواجه بعده، وأوّل من حمل على نعش.
جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار بن [حبيب](1) بن عائذ بن مالك ابن المصطلق الخزاعيّة، سبيت فى غزوة بنى المصطلق، فوقعت فى سهم ثابت بن قيس ابن شمّاس، فكاتبها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه فى كتابها، وكانت (92) امرأة ملاحة (2)، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أو خير من ذلك أؤدّى عنك، وأتزوّجك» ، فقبلت، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، وتزوّجها فى سنة ستّ من الهجرة، وتوفّيت فى شهر ربيع الأوّل سنة ستّ وخمسين.
صفيّة بنت حيىّ بن أخطب بن أبى يحيى بن كعب بن الخزرج (3) النضيريّة، من ولد هارون بن عمران سبيت من خيبر سنة سبع من الهجرة، فاصطفاها صلى الله عليه وسلم لنفسه، وأعتقها، وجعل عتقها صداقها، وكانت قبله تحت كنانة بن أبى الحقيق، قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفّيت سنة ستّ وثلاثين (4)، وقيل سنة خمسين، وقد قيل إنّها آخر أمّهات المؤمنين موتا، والله أعلم.
ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رويبة بن [عبد الله](1) ابن هلال بن عامر بن صعصعة، وهى خالة خالد بن الوليد، وعبد الله بن عبّاس رضى الله عنهما، تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف (2)، وبنى بها فيه، وماتت ودفنت به، وقيل هى آخر من تزوّج من أمّهات المؤمنين، وآخر من توفّى منهنّ، حكاه المنذرى، وكانت قبله تحت أبى سبرة (3) العامرىّ، توفّيت سنة ثلاث وستّين.
فهؤلاء بعد خديجة، وهنّ جملة من مات عنهنّ صلى الله عليه وسلم، وتزوّج زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال، وكانت تسمّى أمّ المساكين لكثرة إطعام المساكين، وكانت قبله تحت عبد الله بن جحش، وقيل الطفيل بن الحارث، وتزوّجها سنة ثلاث من الهجرة، ولم تلبث عنده، إلاّ يسيرا وتوفّيت عنده.
وتزوّج فاطمة بنت الضحّاك بعد وفاة ابنته زينب، وخيّرها حين نزلت آية التخيير فاختارت الدنيا، ففارقها، وكانت بعد ذلك تلقط البعر وتقول:(93) أنا الشّقيّة اخترت الدنيا (4).
وتزوّج أساف أخت دحية الكلبى، وخولة بنت الهذيل، وقيل خولة بنت حكيم، وهى التى وهبت نفسها للنبى عليه السلام، وقيل الواهبة نفسها
أمّ شريك، ويجوز أن تكونا وهبتا أنفسهما له صلى الله عليه وسلم، وتزوّج أسماء بنت كعب الجونيّة، وعمرة بنت يزيد، إحدى نساء بنى كلاب، ثم من بنى الوحيد، وطلّقهما قبل أن يدخل بهما، وتزوّج امرأة من غفار فلمّا نزعت ثيابها رأى بها بياضا فقال:«الحقى بأهلك» ، وتزوّج امرأة تميميّة فلمّا دخل عليها قالت: أعوذ بالله منك! فقال صلى الله عليه وسلم: «منع الله عائذه، الحقى بأهلك» ، وقبل إنّ بعض نسائه علّمتها، وقالت لها: إنّك لتحظين به عنده، وتزوّج عالية بنت [ظبيان](1)، وطلّقها حين دخلت عليه، وتزوّج بنت الصلت، وماتت قبل أن يدخل عليها، وتزوّج مليكة الليثيّة، فلمّا دخل عليها قال لها:«هبى لى نفسك» ، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ فسرّحها، وخطب امرأة من مرّة، فقال أبوها: إنّ بها برصا، ولم يكن بها فرجع، فإذا هى برصاء، وخطب أخرى من أبيها، فوصفها له وأطنب، وقال: وأزيدك أنّها لم تمرض قطّ، فقال:«ما لهذه عند الله من خير» ! فتركها وقيل إنّه تزوّجها، فلمّا قال أبوها ذلك طلّقها ولم يبن بها.
وذكر أبو سعيد فى شرف النبوة أن جملة أزواج النبى صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين امرأة، طلّق منهنّ ستّا، ومات عنده خمس، وتوفّى صلى الله عليه وسلم عن عشر، منهن واحدة لم يدخل بها، وكان يقسم لتسع، وكان صداقه لنسائه خمس مائة درهم لكلّ واحدة، هذا أصحّ ما قيل، إلاّ صفيّة، فإنّ صداقها عتقها، لم يرولها صداق غيره، وأمّ حبيبة أصدقها عند النجاشى أربع مائة دينار والله أعلم.