الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال جماعة المؤرّخين (1): ولم يكن بين علىّ رضى الله عنه وبين معاوية رضى الله عنه من الحرب إلاّ ما ذكر بصفّين، غير أنّ معاوية كان يسرّح سراياه، فيغير على أطراف العراق، فيسرح علىّ عليه السلام من يحفظها منهم، والله أعلم.
ذكر سنة تسع وثلاثين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وإصبعان، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وخمسة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الإمام علىّ بن أبى طالب كرّم الله وجهه أمير المؤمنين بالكوفة، وفيها خطب الناس، فقال (2): يا عجبا من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم، وفشلكم عن حقّكم، إذا قلت لكم: اغزوهم فى الصيف، قلتم: هذه حمّارة القيظ، انظر ينصرم الحرّ، وإذا قلت لكم: اغزوهم فى الشتاء، قلتم: هذا صرّ وقرّ، فإذا كنتم تفرّون من الحرّ والبرد فأنتم والله من السيف (312) أفرّ، يا أشباه الرجال ولا رجال، ويا طغام الأحلام، ويا عقول ربّاب الحجال، أفسدتم علىّ رأيى بالعصيان، حتّى قالت قريش: ابن أبى طالب شجاع، ولكن لا رأى له فى
الحرب، لله درّهم: من أعلم بها منّى، والله لقد نهضت فيها وأنا ابن العشرين، ولقد نيّفت اليوم على الستّين، ولكن لا أرى لمن لا يطاع.
وكان علىّ كرّم الله وجهه إذا ورد عليه مال من الفئ، لم يترك منه شيئا فى يومه ذلك، إلاّ ما عجز عن قسمه، وكان رضى الله عنه لا يخصّ بالفئ حميما ولا قريبا، ولا يخصّ بالولايات إلاّ أهل العلوم والديانات، وذوى الأمانات، وإذا بلغته عن أحد خيانة كتب إليه:{قَدْ [جاءَتْكُمْ] مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ»} (1)، {وَيا قَوْمِ [أَوْفُوا الْمِكْيالَ] وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ، وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ»} ، إلى قوله تعالى:{وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ»} (2)، إذا أتاك كتابى هذا فاحتفظ بما فى يديك من عملنا، حتى نبعث إليك من يتسلّمه. ثم يرفع طرفه إلى السماء، ويقول: اللهمّ إنّك تعلم أنّى لم آمرهم بظلم عبادك، ولا بترك حقّك.
وكان يقول فى دعائه: اللهمّ إنّ ذنوبى لا تضرّك، وإنّ رحمتك إيّاى لا تفقصك، اللهمّ أعطنى ما لا ينقصك، وأعطنى ما لا ينفعك، وكان يقول:
أنا أخو رسول الله، وابن عمّه، لا يقولها بعدى إلا كذّاب.