الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها خرج قسطنطين بن هرقل فى خمسمائة مركب فقهره المسلمون، فمضى فى مركب واحد إلى صقلّيّة، فسأله أهلها عن حالهم، فأخبرهم، فقالوا: هلكت النصرانيّة، ثم أدخلوه الحمام فقتلوه بها.
وفيها مات أبو الدرداء، وعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما، وأبو سفيان ابن حرب، وقد ذهب بصره، وعبد الله بن زيد، وهو الذى رأى الأدان (1)، رحمة الله عليهم أجمعين.
ذكر سنة اثنتين وثلاثين
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وثلاثة أصابع، مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وتسعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الإمام عثمان رضى الله عنه أمير المؤمنين بالمدينة، وولاة الأمصار بحالهم.
فيها كانت غزاة معاوية بن أبى سفيان [مضيق](2) القسطنطينيّة، وبصحبته زوجته عاتكة.
وفيها مات العبّاس رضى الله عنه، وكان قد كفّ بصره، ودفن بالبقيع،
وله ثمان وثمانون سنة، وكان إذا مرّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان ترجّلا إجلالا له.
وفيها مات كعب الأحبار رحمه الله.
وفيها مات سلمان الفارسىّ رضى الله عنه، ولمّا اشتدّ مرضه قال لزوجته:
آتينى بالصرّة المسك، التى وجدتها يوم جلولاء، غرستها فى ماء ونضحتها حوله، وقال: ألا يأتينى زوّار، فيجدون الريح طيّبا ولا يأكلون (1)، ومات وهو ابن مائتى سنة وخمسين سنة (2)، رحمه الله تعالى.
وفيها مات أبو ذرّ الغفارىّ رضى الله عنه، وكان أمر ابنته أن تذبح شاة وتطبخها، وقال: إذا جاء الذين يدفنوننى فإنّهم قوم صالحون، [فقولى (3)] لهم:
أبى يقسم عليكم-وهو أبو ذرّ-أن لا (223) تركبوا حتى تأكلوا، فلمّا نضجت قدرها قال: انظرى هل ترين أحدا؟ قالت: ركب، قال: استقبلينى (4) الكعبة، ففعلت، فقال: بسم الله، وبالله، وعلى ملّة رسول الله، ثم مات، رضى الله عنه، فخرجت ابنته فتلقّتهم، وقالت: رحمكم الله، اشهدوا أبا ذر! فقالوا: نعم، وكرامة! وكان فيهم ابن مسعود، فبكى، وقال: صدق