الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصر المحروسة، فالذى وصلت إليه قدّرته ما وقفت له من ذلك على مجلّد كبير ضخم جدّا، يتضمّن فهرستا بعدّة أسماء الكتب المجلّدات التى ضمّنها ما جمع من المدائح النبويّة، فكان عدّة ذلك مائة وخمسين مجلّدة، وعدّة القصائد المضمّنة مدحه صلى الله عليه وسلم ثمانية آلاف ومائتى قصيد وقصيد واحد، وعدّة الأبيات فى هذه القصائد المذكورة أربعمائة ألف بيت وأربعة وعشرين ألف بيت وأربعمائة وأربعة وأربعين بيتا.
ذكر ما لخّص من كتاب الشفاء
من معجزاته صلى الله عليه وسلم
وعظّم وكرّم
فمنه القرآن العظيم المعجز الذى أعجز الفصحاء معارضته، وقصرت البلغاء عن مشاكلته، فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وأيقن الملحدون بصدقه لمّا سئلوا أن يأتوا بعشر سور أو بسورة أو بآية من مثله.
ومنها حديث سلمان، وقول العالم الذى كان يأتى بيت المقدس فى كلّ عام مرّة له: لا أعلم فى الأرض أعلم من يتيم خرج من أرض تهامة، إن ينطلق الآن نوافقه، وفيه ثلاث خلال: يأكل الهديّة ولا يأكل الصدقة، وعند غطروف كتفه الأيمن خاتم النبوّة مثل البيضة، لونها لون جلده، فانطلق فوجده صلى الله عليه وسلم، ووجد العلامات.
ومنها شرح صدره لمّا عرج به، وإخراج العلقة التى هى حظّ الشيطان من قلبه، ثم غسله بماء زمزم وأعاده، وقد تقدّم ذكره.
ومنها إخباره عن بيت المقدس وما فيه وهو بمكّة حين تردّدوا فى عروجه، وسألوه أن يصف لهم بيت (81) المقدس، فكشف الله عز وجل له عنه فوصفه لهم.
ومنها انشقاق القمر له فرقتين حين سألته قريش آية، وأنزل ذكر ذلك فى القرآن العظيم.
ومنها أنّ ملأ من قريش جلسوا فى الحجر بعد ما تعاقدوا على قتله فخرج صلى الله عليه وسلم فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم على صدورهم، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل صلى الله عليه وسلم حتى وقف على رؤوسهم، فقبض قبضة من تراب وقال:
«شاهت الوجوه» ، ثم حصبهم فما أصاب رجلا منهم حصبة من ذلك الحصى إلاّ قتل يوم بدر.
ومنها أنّه رمى القوم يوم حنين بقبضة من تراب فهزمهم الله تعالى، وقال بعضهم: لم يبق منّا أحد إلاّ امتلأت عيناه ترابا، وفيه أنزل:{وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى»} (1).
ومنها آية الغار، إذ خرج القوم فى طلبه، فعمى عليهم أثره، وصدّوا عنه وهو نصب أعينهم، وبعث عنكبوت فنسجت عليه.
ومنها أنّه مسح على ضرع عناق ولم يثر عليها الفحل فضرّت وشرب وسقى أبا بكر.
ومنها أنّه مسح على ضرع شاة أمّ معبد وهى حائل أجهدها الهزال فدرّت وتحفّل ضرعها.
ومنها دعوته لعمر بن الخطّاب رضى الله عنه أن يعزّ به الإسلام، أو بأبى جهل ابن هشام فسبقت لعمر، ودعوته أيضا لعلىّ بن أبى طالب كرّم الله وجهه أن يذهب الله عنه الحرّ والبرد فأذهبهما الله عنه، ودعوته له أيضا وهو يشكو وجعا فلم يشكه بعد.
ومنها أنّه تفل فى عينيه وهو أرمد فبرأ من ساعته لم يرمد بعدها.
ومنها أنّ رجلا أنصاريّا أصيبت رجله فى حرب فمسحها فبرأت من ساعتها، ومنها أنّ سمرة أصابته ضربة يوم حنين فنفث فيها ثلاث (82) نفثات، قال:
فما اشتكيتها حتّى الساعة.
ومنها دعوته لعبد الله بن عبّاس أن يفقّهه فى الدين ويعلمه الله التأويل، فكان يدعى البحر لسعة علمه.
ومنها دعوته لجمل جابر بن عبد الله فصار سابقا بعد أن كان مسبوقا، ومنها أن الله بارك فى تمر جابر حتى قضى منه دينه عن أبيه، وفضل منه ثلاثة عشر وسقا، وكان سأل غرماءه أن يأخذوا التمر بما عليه لهم فأبوا.
ومنها دعوته لأنس بطول العمر وكثرة المال والولد وأن يبارك له فيهما، فولد له مائة وعشرون ولدا لصلبه، وكان نخله يحمل فى السنة مرّتين، وعاش نحو المائة سنة.
ومنها أنّه شكى إليه قحوط المطر وهو على المنبر فدعا الله تعالى وما فى السماء فرعة فثارت سحابة مثل الترس ثم انتشرت، ومطروا إلى الجمعة الأخرى حتى شكوا إليه انقطاع السبل، فدعا الله فارتفع عنهم.
ومنها دعوته على عيينة بن أبى جهل (1) أن يسلّط عليه كلبا من كلابه فقتله أسد بالزرقاء (2) من أرض الشام، ومنها دعوته على سراقة لمّا اتّبعه حين هاجر فارتطمت فرسه، وقد تقدّم ذكرها. ومنها شهادة الشجر له بالرسالة حين عرض على أعرابى الإسلام، فقال: هل من شاهد على ما تقول؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
«هذه السمرة» فدعاها فأقبلت إليه تخدّ الأرض حتّى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثا، فشهدت كما قال، ثم رجعت إلى منبتها، ومنها أنّ أعرابيّا من بنى عامر قال له: إنّك تقول أشياء فهل لك أداويك؟ وكان يداوى ويعالج، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم:«هل لك أن أريك آية» ؟ وعنده نخل وشجر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عزقا منها (83) فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع رأسه، ويسجد ويرفع رأسه، حتى انتهى إليه، فقام بين يديه ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ارجع إلى مكانك» فرجع إلى ما كان عليه، فقال له العامرى: والله لا أكذّبك فى شئ تقوله أبدا.
ومنها أنّه أمر شجرتين فاجتمعتا ثم أمرهما فافترقتا، ومنها أنّه أمر أنسا أن ينطلق إلى نخلات، إلى جانبهن رجم من حجارة فيقول لهنّ: يقول لكنّ
رسول الله: تلفعن بعضكن إلى بعض، حتى تكنّ سترة لمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أنس: فخرجت فقلت لهنّ الذى أمونى به، فو الذى بعثه بالحق لكأنى أنظر إلى قفزهنّ بعروقهن وترابهن حتى لصق بعضهن ببعض، فكنّ كأنّهنّ نخلة واحدة وكأنى أنظر إلى الرجم وقفزه حجرا حجرا حتى كأنهن على بعض حتى كأنّهن كنّ جدارا ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته قال لى:«انطلق، فقل لهن: يأمر كن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعدن إلى ما كنتنّ عليه» ، فقلت لهن، فعاد كل إلى ما كان عليه.
ومنها أنّه نام فجاءت شجرة تشقّ الأرض حتى قامت عليه، فلمّا استيقظ ذكرت له ذلك، فقال:«هى شجرة استأذنت ربّها أن تسلّم علىّ فأذن لها» .
ومنها تسليم الشجر والحجر عليه ليالى بعثه بمكّة صلى الله عليه وسلم، ومنها حنين الجذع الذى كان يخطب عليه حين اتّخذ المنبر صلى الله عليه وسلم ومنها تسبيح الحصى فى كفّه ثم وضعه فى كفّ أبى بكر ثم عمر ثم عثمان فسبّح، ومنها تسبيح طعام دعا أصحابه إليه صلى الله عليه وسلم، ومنها تكلّم الذراع من الشاة بأنّى مسموم، ومنها شكوى البعير إليه إيذاءه فى العمل وقلّة العلف (84)، ومنها أنّ ظبية وقعت فى شبكة صائد فسألته أن يطلقها لترضع أولادها ثم ترجع فأطلقها، وجلس حتى رجعت وأتى الصّائد فاستوهبها منه وخلّى سبيلها، فاتّخذ القوم ذلك المكان مسجدا، ومنها انقياد الفحلين من الإبل له لمّا عجز صاحبهما عن أحدهما فجاء فبركا بين يديه فخطمهما ودفعهما إليه، ومنها أنّه أراد أن ينحر ستّ بدنات أو سبعا فجعلن تزدلفن إليه بأيّتهن يبدأ، صلى الله عليه وسلم.
ومنها أنّ عين قتادة بن النعمان ندرت وصارت على وجنته فردّها صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه، ومنها إخباره يوم بدر بمصارع المشركين فلم يتعدّ أحد منهم مكان صرعه الذى عيّنه.
ومنها أنّه أخبر أنّ طوائف من أمّته يغزون البحر، وأنّ أمّ حرام فيهم وهى بنت ملحان (1) فكان كذلك، ومنها قوله لعثمان رضى الله عنه إنّه ستصيبه بلوى شديدة فكانت قتلته رضى الله عنه، ومنها قوله للأنصار «إنّكم سترون بعدى أثرة» فكانت فى ولاية معاوية رضى الله عنه، ومنها قوله للحسن عليه السلام:«إنّ ابنى هذا سيّد، ولعلّ الله يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين» ، فكان كذلك.
ومنها أنّه أخبر بقتل العنسى الكذّاب ليلة قتله، ومن قتله وهو بصنعاء اليمن، فكان كذلك، ومنها أنّه أخبر عن الشيماء الأزديّة أنّها رفعت له فى خمار أسود على بغلة شهباء، فأخذت فى زمان أبى بكر ضى الله عنه فى جيش خالد ابن الوليد بهذه الصفة بعينها.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «زويت لى الأرض مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمّتى ما زوى لى منها» ، فكان كما قال، وبلغ ملكهم من أوّل المشرق من بلاد الترك إلى آخر المغرب من بحر الأندلس وبلاد البربر، ولم يتّسعوا فى الجنوب ولا فى الشّمال، ومنها قوله [لثابت] (2) بن قيس:«تعيش حميدا وتموت شهيدا» ، فعاش حميدا (85) وقتل يوم اليمامة.
ومنها أنّ امرأة أبى لهب لما نزلت {تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ»} جاءته ومعه أبو بكر، فقال للنبى صلى الله عليه وسلم: إنّها امرأة بذيئة، وأخاف أن تؤذيك فلو قمت، قال:«إنّها لن ترانى» ، فجاءت فقالت: يا أبا بكر إنّ صاحبك هجانى، قال:
إنّه لا يقول الشعر، قالت: أنت عندى مصدّق، وانصرفت، فقال أبو بكر:
يا رسول الله إنّها لم ترك، قال: لم يزل ملك يسترنى منها بجناحه».
ومنها أنّ رجلا ارتدّ ولحق بالمشركين، فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم أنّه مات فقال:
«إنّ الأرض لا تقبله» ، قال أبو طلحة: فأتيت تلك الأرض التى مات فيها، فوجدته منبوذا، فقلت: ما شأن هذا؟ فقالوا: دفّناه فلم تقبله الأرض.
ومنها أنّ رجلا كان يأكل بشماله، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم:«كل بيمينك» ! فقال: لا أستطيع، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«لا استطعت» ، قال: فما رفعها بعد ذلك إلى فيه أبدا، ومنها سقوط الأصنام يوم فتح مكّة، وقد تقدّم ذكر ذلك.
ومنها أنّ مازن بن الغضوبة كان يسدن صنما، فسمع صوتا من الصنم يقول ويبشر بنبوّته صلى الله عليه وسلم، ويحضّه على اتّباعه وعلى ترك عبادة الصنم، ومنها أنّ سوّاد بن قارب (1) أتاه رئيّه فى ثلاث ليال متتابعات يضربه برجله ويوقظه ويخبره ببعث النبى صلى الله عليه وسلم ويحرّضه على اتّباعه، ومنها شهادة الذئب بنبوّته صلى الله عليه وسلم ومنها شهادة الضبّ برسالته.
ومنها أنّه أطعم أهل الخندق وهم ألف من صاع شعير فشبعوا وانصرفوا والطعام أكثر ممّا كان، ومنها أنّه أطعمهم من تمر يسير جاءت به ابنة بشير بن سعد إلى أبيها وخالها عبد الله بن رواحة فسكفاهم به، ومنها أنّ أصحابه صلى الله عليه وسلم استأذنوه
فى نحر ظهورهم لقلّة الزاد فقال: «ولكن ائتونى بما فضل من أزوادكم» ، فبسطوا (86) أنطاعا، ثم صبّوا عليها ما فضل من أزوادهم، فدعا لهم فيها بالبركة فأكلوا حتى تضلّعوا شبعا ثم كفوا ما فضل منها جربهم.
ومنها أنّ أبا هريرة أتاه بتمرات قد صفّهنّ فى يده فقال: يا رسول الله، ادع لى فيهنّ بالبركة! قال: فدعا لى فيهنّ بالبركة وقال: «إن أردت أن تأخذ شيئا فأدخل يدك ولا تنثره نثرا» . قال أبو هريرة: فأخرجت من ذلك التمر كذا وسقا فى سبيل الله، وكنا نطعم منه ونطعم، وكان فى حقوى حتى انقطع منّى ليالى عثمان (1).
ومنها أنّه أتى بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل الصّفّة، قال أبو هريرة:
فجعلت أتطاول حتى يدعونى حتى قام القوم، وليس فى القصعة إلاّ شئ يسير فى نواحيها، فجمعه بإصبعه صلى الله عليه وسلم، فصار لقمة، فوضعها على أصابعه وقال لى:
«كل بسم الله» ، فو الذى نفسى بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت.
ومنها أنّه أروى أهل الصفة من قدح لبن، ثم فضلت منه فضلة فشربها أبو هريرة، ثم النبى صلى الله عليه وسلم، ومنها أنّه أطعم فى بنائه بزينب من جفنة ثريد أهدتها له أمّ سليم فكفى بها خلقا كثيرا، ثم رفعت ولا يدرى أىّ الطّعام كان فيها أكثر، حين وضعت أم حين رفعت، ومنها أنّه أتى بقصعة ثريد فوضعت بين يدى القوم فتعاقبوها من غدوة إلى الظّهيرة، يقوم قوم ويجلس آخرون.
ومنها أنّه أطعم ثمانين رجلا فى بيت أبى طلحة من أقراص شعير جعلها أنس
تحت إبطه حتى شبعوا والطعام بحاله، ومنها أنّه أمر عمر رضى الله عنه أن يزود أربع مائة راكب من تمر فزوّدهم وبقى كأنّه لم ينقص تمرة واحدة.
وعن جابر بن عبد الله قال: حضرت صلاة العصر وليس معنا ماء غير فضلة، فجعلت فى إناء وأتى بها النبى صلى الله عليه وسلم فأدخل (87) فيه [يده](1)، وفرج أصابعه وقال:«حىّ على الوضوء والبركة من الله» ، قال فلقد رأيت الماء ينفرج من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، وتوضا الناس، وشربوا، وهم ألف وأربع مائة رجل.
وعن جابر أيضا قال: أصاب الناس عطش يوم الحديبية فجلس الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده فى ماء قليل فى ركوة، فرأيت الماء مثل العيون، وكنّا خمس عشرة مائة.
ومنها أنّه أتى بقدح فيه ماء فوضع أصابعه فى القدح فما وسع أصابعه كلّها فوضع هؤلاء الأربع وقال: «هلموا فتوضّأوا أجمعين» ، وهم من السبعين إلى الثمانين، ومنها أنّه أتى بقعب فيه ماء يسير، فوضع كفّه على القعب، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم حتى توضّأ القوم وشربوا، وهم زهاء من ثلاثمائة.
ومنها قضيّة ذات المزادتين وشرب القوم من مزادتها وملأوا ظروفهم ولم ينقص منها شئ
ومنها أنّه ورد بئرا فى غزوة تبوك، وفيه ماء لا يروى واحدا، والقوم عطاش
فشكوا إليه، فأخذ سهما من كنانته وأمر من غرزه فيه ففار الماء وارتوى القوم وكانوا المئتى ألفا.
ومنها أنّ قوما شكوا إليه ملوحة فى مائهم وأنّهم فى جهد من الظمأ لذلك مع قلته، فجاء إليهم فى نفر من أصحابه حتى وقف على بئرهم فتفل فيها وانصرف فتفجر الماء كأعذب ما يكون.
ومنها أنّ أبا جهل طلب غرّة منه صلى الله عليه وسلم فوافاه ساجدا، فأخذ صخرة بوسع طاقته وقوّته، وأقبل بها حتى أراد أن يطرحها عليه فألزقها الله بكفّه، وحيل بينه وبينه.
ومنها أنّه كان صلى الله عليه وسلم فى غزو الطائف فبينما هو يسير ليلا على راحلته بواد قرب الطائف إذ غشى سدرة فى سواد الليل وهو فى وسن (1) النوم، فانفرجت السدرة له نصفين، فمر بين نصفيها وبقيت منفرجة على حالها.
ومنها أنّ امرأة أتته بصبىّ لها، فيه عاهة، فمسح على رأسه فاستوى شعره وبرأ داؤه، فسمع أهل اليمامة بذلك فأتت امرأة بصبىّ إلى مسيلمة فمسح على رأسه فصلع شعره وعاد الصلع فى نسله.
ومنها أنّ سيف عكاشة بن محصن انكسر يوم بدر، فقال يا رسول الله انكسر سيفى، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم جذلا من حطب وأعطاه إيّاه، وقال:
«هزّه» ! فهزّه فصار سيفا، فتقدّم وجالد به الكفّار، وكان لم يزل بعد ذلك معه.
ومنها كتاب حاطب بن أبى بلتعة إلى أهل مكّة فأطلعه الله عليه، وقد تقدّم شرحه.
ومنها أنّه لمّا سمّ فى الطعام مات الّذين أكلوا معه، وعاش صلى الله عليه وسلم بعده أربع سنين.
ومنها أنّ رجلا كان فى عسكره، لا يدع سادة ولا قادة إلاّ اتّبعها، يضربها بسيفه، وقال أصحابه: ما أجزى منّا اليوم أحد ما أجزى فلان، فقال صلى الله عليه وسلم:«إنّه من أهل النار» ، فقتل نفسه.
ومنها أنّه عرض فى الخندق كدية لمّا حفروه، فأخذ المعول فضربها فصارت كثيبا أهيل.
ومنها: لمّا انكسرت رجل أبى رافع (1) فى الحرب، أو قيل سقط من علوة فمسح رجله بيده، فكأنّه لم يشكها قطّ.
وله صلى الله عليه وسلم من المعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة ما هى أكثر من أن تحصى، صلى الله عليه وسلم وعظّم وكرّم.