الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا شك أن تنوع مناهج التصنيف، واختلاف ترتيبها من علم لآخر، وتعدد طبعاتها؛ يتطلب تنوعا في طرق الإحالة مناسبا لنهج تأليفها.
وإن الاهتمام والتمايز في التوثيق بين العلوم، تبعا لمقتضيات ترتيب موادها، يعطيان القارئ انطباعا حسنا في كتابه، بأنه قد خبر هذه المصنفات، وعرف دروبها ومسالكها، وكيفية الاستفادة منها واستخدامها، لذا فهو لا يسلك طريقة واحدة في توثيقها، بل يدرك إدراكا لا لبس فيه ضرورة اختلاف هذه الطريقة من علم لآخر. وهذا بعكس من لم يخبر هذه الكتب، أو كان دخيلا عليها، أو غرا في استخدامها، فإنه لا يتنبه لأهمية ذلك التمايز.
تساهل بعض المعاصرين في توثيق الحديث:
وبالرغم من اهتمام الباحثين المعاصرين بتوثيق نقولاتهم من مصادرها الأصلية، ذاكرين رقم الجزء والصفحة، إضافة إلى ذكر المادة أو السنة، أو الآية - حسب موضوع البحث - إلا أنه بقي هناك علم يتساهل في توثيق نصوصه كثير من الباحثين غير المختصين - مع كثرة استشهادهم به - ألا وهو علم الحديث الشريف.
ربما أن نصوص الحديث الشريف زاد لكل مشتغل بالعلوم الشرعية، ويحتاج إليها الكاتبون في اللغة العربية أيضا، فإن معرفة كيفية تخريج نصوصه وتوثيقها يحتاج إليها كل مشتغل بتلك العلوم.
فمن ذلك التساهل أن ينقل أحدهم حديثا ويحيل على كتاب تفسير للقرآن الكريم - لا سيما إن كان الباحث مفسرا - أو يحيل على كتاب فقه - إن كان فقيها - أو على كتاب أدب - إن كان أديبا - وهكذا قل في سائر التخصصات.