الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما أنه بعد وفاة والدته وعودته من الهند، سافر إلى بريدة، وجلس عند الشيخين: عبد الله بن سليم وعمر بن سليم، ثم سافر إلى مكة وطلب منه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ الموافقة على تعيينه قاضيا أو مطوعا، فسافر إلى مصر هربا من الوظيفة (1).
(1) المخطوط (ص6).
إجازته العلمية:
في عام 1357هـ أجازه كبير مشايخ المدرسة الرحمانية بدلهي الشيخ: أحمد الله بن أمير القرشي كعادة علماء السلف أن يجيز أنجب تلاميذه، موضحا في هذه الإجازة المكانة العلمية التي وصل إليها التلميذ، وهذه الإجازة هي بمثابة ما يعرف اليوم بالشهادة العليا: ماجستير. . ودكتوراه. . إلا أن الشهادات العليا اليوم لها تنظيم وتقنين غربي، وفي فرع من فروع الدنيوية بوجه خاص، أما الإجازة: فهي تقدير من الشيخ لمكانة وعلم تلميذه، وهي في العلوم الشرعية.
وفي نظري أن الإجازة أدق من التنظيم الحديث للرسائل العلمية، على المنهج الغربي الذي أصبح في العالم بأسره، ومن بينهم المسلمون والعرب.
والإجازة ذات مكانة للطالب؛ لأنها شهادة علمية، تخصص الجانب الذي برز فيه، والتقدير من شيخه له بما وصل إليه من علم، مع التزكية له بالمكانة التي تؤهله لمنح الإجازة لغيره ولمن هو أهل لها، مع الوصية له بأن يتقي الله في علمه.
والإجازة تنتقل من الأعلى للأدنى، تسلسلا وتتابعا، وتبين مكانة الإجازة من نص المجيز، وإبانته عما وصل إليه الطالب.
فالشيخ أحمد الله، قد أجاز الشيخ القرعاوي، وبخط يده، وذيلها بخاتمه وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وبين كتابه لعباده الإنس والجن عربا وعجما، وشيد معالم العروة الوثقى إلى يوم التناد بالأسانيد العلى، الذين خلصوا بأعلام التقى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تقدس بذاته وصفاته عن وصمة التشبيه والتعطيل، لا ضد له ولا مثيل، وصلى الله على محمد وآله وصحبه، والأئمة المحدثين الحافظين شريعة الله ورسوله صلاة وسلاما إلى يوم الدين.
أما بعد: فإنه ورد إلينا في بلدة دلهي، الطالب النجيب الأمجد، الصالح الأرشد، العالم الجليل والفاضل النبيل، عبد الله بن محمد القرعاوي النجدي، من أهل عنيزة غفر الله لهما، وقرأ علي بلوغ المرام، والمشكاة والمنتقى، وشيئا من التفسير، وشيئا من العربية في مجيئه الأول، وبعد مجيئه الثاني قرأ علي وسمع من الصحاح الست، والموطأ والبيضاوي مع الطلب، وطلب مني بعد الفراغ من القراءة والسماع الإجازة في ذلك، ووصل سنده بسند أهل الجد والاتباع، فأسعفته بذلك تحقيقا لظنه ومطلوبه؛ لأنه أهل لذلك، فإن كنت لست أهلا لذلك، ولكن تشبها بالأئمة الأعلام، السابقين الكرام: شعرا:
وإذا أجزت مع القصور فإنني
…
أرجو التشبه بالذين أجازوا
السابقين إلى الحقيقة منهجا
…
سبقوا إلى غرف الجنان ففازوا
فأقول وبالله التوفيق: إني قد أجزت الطالب المذكور، كما أخذت قراءة وسماعا وإجازة عن مشايخ أجلاء، وأعلام وأساتذه كرام، من أجلهم شيخنا الشريف، الإمام الهمام، المحقق سيدنا نذير حسين الدهلوي - رحمه
الله - عن الأورع الأتقى، المشهور في الآفاق مولانا محمد إسحاق رحمه الله عن الشيخ الشهير، العالم الجليل، شاه عبد العزيز رحمه الله عن الشيخ الأجل الأكمل شاه ولي الله رحمه الله، وسنده مثبت في عجالة النافعة، للشيخ الشاه عبد العزيز ح، وشيخنا الأكرم سند المحدثين، رئيس المحققين، حسين بن محسن الأنصاري الخزرجي السعدي اليماني، عن العالم الفاضل محمد بن ناصر الحسيني الحازمي، والقاضي العلامة أحمد بن القاضي، الحافظ الرباني، محمد بن علي الشوكاني الصنعاني، كلاهما عن والد الثاني، أعني به القاضي العلامة، الحافظ الرباني، محمد بن علي الشوكاني، عن شيخه السيد العلامة عبد القادر بن أحمد الكوكباني، عن شيخه السيد العلامة: سليمان بن يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل رحمه الله ح وبرواية الشريف محمد بن ناصر، والقاضي أحمد بن محمد بن علي الشوكاني، عاليا بدرجة، وعن شيخنا السيد العلامة، وجيه الإسلام، ومفتي الأنام، عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل - رحمه الله تعالى، عن شيخه ووالده السيد العلامة: نفيس الدين، وخاتمة المحدثين سليمان بن يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل، عن شيخه السيد العلي، أحمد بن محمد شريف الأهدل، عن شيخيه العلامتين: عبد الله بن سالم البصري المكي وأحمد بن محمد النخلي المكي، كلاهما عن المحقق الرباني، الشيخ إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني المدني، عن شيخه العلامة: أحمد بن محمد القشاشي، بضم القاف، المدني، عن شيخه العلامة الشمس: محمد بن أحمد الرملي، المصري الشافعي، عن شيخ الإسلام القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المصري ح، وبرواية البصري والنخلي الطيار عن الشمس محمد بن علاء الدين البابلي، بكسر الثانية
المصري، عن سالم بن محمد السنهوري، عن النجم محمد بن أحمد الفيطي، عن القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المصري، عن شيخ الإسلام، وخاتمة المحدثين الأعلام، أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، رحمه الله، فأروى صحيح الإمام الحافظ أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، بالأسانيد المذكورة إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني عن شيخه زين الحفاظ، أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، عن شيخه الإمام الحجة المسند المعمر أبي العباس، أحمد بن أبي طالب الحجار، عن شيخه الإمام أبي عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي، عن الحافظ أبي الوقت، عبد الأول بن عيسى السجزي، عن الإمام أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الدؤادي، عن شيخه الحافظ أبي محمد عبد الله بن أحمد حمويه الحموي الرخسي عن الحافظ أبي عبد الله بن يوسف بن مطر الفريري، عن مؤلفه الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف، الملقب بردزبه الجعفي مولاهم البخاري رحمه الله تعالى.
أما صحيح الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج القشيري، فأرويه بالأسانيد السابقة إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الصلاح بن أبي عمر المقدسي، عن أبي الحسن علي بن أحمد المعروف بابن البخاري، عن المؤيد محمد الطوسي، عن فقيه الحرم أبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الغزاوي عن أبي الحسن عبد الغافر بن محمد الفارسي، عن أبي أحمد بن عيسى الجلودي، بضم الجيم، نسبة إلى سكة الجلوديين بنيسابور الدراسة، وقيل بفتحها نسبة للجلود، قرية كذا في ثبت الأمير محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر المصري، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن مؤلفه: الإمام الحافظ: مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، رحمه الله
تعالى، إلا ثلاثة فرأيته في ثلاثة مواضع لم يسمها: إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن شيخه الإمام مسلم، فروايته لها عن مسلم بالإجازة أو بالوجادة، وقد غفل أكثر الرواة عن تبيين ذلك وتحقيقه في إجازاتهم وفهارسهم، بل يقولون في جميع الكتاب: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان قال: أخبرنا مسلم بن الحجاج، وهو خطأ نبه على ذلك الحافظ ابن الصلاح، كما حكاه عنه النووي، في مقدمة شرح مسلم، رحمه الله، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وأما سنن الإمام الحافظ أبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني رحمه الله، فبالأسانيد السابقة إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن أبي علي المطرزي، عن يوسف بن علي الحنفي، عن الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري، عن أبي حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد البغدادي، عن إبراهيم بن أبي عمر القاسم ابن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، عن أبي علي بن محمد بن أحمد اللؤلؤي، عن مؤلفه: أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، رحمه الله تعالى آمين.
وأما سنن الإمام الحافظ أبي عيسى، محمد بن سورة الترمذي، رحمه الله تعالى، فبالأسانيد السابقة إلى شيخ الإسلام: القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المصري، عن العز عبد الرحيم بن محمد المعروف بابن الفرات، عن الشيخ أبي حفص عمر بن الحسن المراغي، عن الفخر علي بن أحمد بن عبد الواحد، المعروف بابن البخاري، عن عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، عن أبي الفتح عبد الملك سهل الكروخي، بفتح الكاف وضم الراء، عن القاضي أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراح المروزي، عن الشيخ الثقة الأمين أبي
العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي، عن مؤلفه: الحافظ أبي عيسى بن سورة الترمذي، رحمه الله.
وأما سنن الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي رحمه الله تعالى، فبالأسانيد السابقة إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن إبراهيم بن أحمد التنوخي، عن الإمام أحمد بن أبي طالب الحجار، عن عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطي، عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوني، بضم الدال وسكون الواو وكسر النون، بعدها ياء النسبة إلى دون، قرية من قرى دينور، عن القاضي أبي نصر أحمد بن الحسين الكسار، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري، المعروف بابن السني عن مؤلفه: الإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي رحمه الله تعالى.
وأما سنن الحافظ الإمام: محمد بن يزيد بن ماجه، بسكون الهاء، القزويني، فبالأسانيد السابقة إلى الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن أبي الحسن علي بن أبي المحبة الدمشقي، عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار، عن أنجب بن أبي السعادات، عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، عن الفقيه أبي منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقومي القزويني، عن أبي طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، عن مؤلفه الإمام الحافظ: أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، رحمه الله تعالى.
فاعلم أن لعبد الله بن محمد المذكور، أن يروي عني جميع ما في هذه الكراسة، من الكتب المذكورة بأسانيدها، إلى مصنفيها المذكورين، وأوصيته بمراجعة الكتب المؤلفة في أسماء الرجال، والكتب المصنفة في
ضبط الألفاظ المشكلة، في متون الأحاديث، وإيضاح معانيها، وكتب مصطلح الحديث كألفية الحافظ العراقي، والحافظ السيوطي، وشرحهما والنخبة وشرحها للحافظ ابن حجر وحواشيها وشروح الأمهات الست خصوصا فتح الباري للحافظ ابن حجر فإنه بحر تيار، وعباب زخار وتأمل معاني الأحاديث، والتعبير عن كل لفظ بمدلوله العربي.
وأوصيته بتقوى الله في السر والعلن، والمراقبة لله تعالى فيما ظهر وما بطن، ومتابعة السنن والحياء من الله وحسن الظن بالله وبعباد الله، وأن لا يفضل عن ذكر الله المطلق، وتلاوة كتابه، وتدبر معانيه، والمجاهدة في الله بحسب الطاقة فيما يقربه إلى الله عز وجل، وألا ينساني من صالح دعواته، في خلواته وجلواته، في حياتي وبعد مماتي، ووالدي وأولادي ومشايخي.
وفقنا الله وإياه لما يرضاه، وسلك بنا وبه طرق النجاة، والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأنا المجيز العاجز المسكين، أحمد الله بن أمير القرشي، الدهلوي مسكنا، هندي والأبادي مستوطنا غفر الله لهما، وستر عيوبهما وجعلهما من ورثة جنة النعيم، للعام المذكور في يوم الأحد، وقد مضت ثلاث وعشرون من شعبان سنة ألف وثلاثمائة وسبعة وخمسين من هجرة النبي الأمين الشافع في يوم الحشر. . صلى الله عليه وعلى أهله وأصحابه وأحزابه إلى يوم المحشر، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
خاتمه الرسمي
بخط يده