الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدا الإمامين: محمد بن سعود، ومحمد بن عبد الوهاب في عام 1158هـ (1) وحتى الآن، وحفل برجال حرصوا على أداء رسالة العلم، والتفاني في سبيل الدعوة لدين الله بعلم وبصيرة، وتحملوا في السبيل الشيء الكثير: نكرانا للذات، وتواضعا في العمل، وبذلا من الجهد: ماديا وذهنيا وبدنيا.
والشيخ عبد الله القرعاوي غصن من تلك الدوحة، ويمثل في جهده وعمله، نماذج علماء السلف في تاريخ الدولة السعودية الحديثة: حبا للخير، وزهدا في المال، وإخلاصا في العمل والتعليم، وقدوة في العلم، ورغبة في الدعوة وإنكار المنكرات: بالرفق واللين، كما بان في آثاره وكما نقله عنه تلاميذه.
(1) انظر تاريخ ابن بشر: عنوان المجد (ج1 حوادث عام 1158هـ).
مولده ونشأته:
(أ) المدخل: نستقي المعلومات عن مبدأ حياة الشيخ، من ثلاثة مصادر:
1 -
مجلة المنهل التي فيها لقاء مع الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله تحت عنوان: (ساعة مع مؤسس مدارس الجنوب)، تبع ذلك رسالة ترجم فيها الشيخ القرعاوي لنفسه، وقد سمى المحرر ذلك بالرسالة القرعاوية.
وفي نظري أن هذا أصدق مصدر يعتمد عليه؛ لأنه تعريف بالسيرة الذاتية للشخص بقلمه هو، وفي فترة هي بداية ظهور ثمار
العمل الذي قام به منذ عام 1358هـ. . وقد نشر ذلك في المنهل عام 1367هـ (1).
2 -
كتاب " علماء نجد في ستة قرون " للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، رئيس محكمة التمييز بالمنطقة الغربية، وهو كما أسلفنا من بلد المترجم له، حيث جاءت ترجمة حياة الشيخ في الجزء الثاني برقم 219، وقد حرص على إيفائه حقه (2).
3 -
كتاب " روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين " للشيخ محمد بن عثمان القاضي، أمين المكتبة الصالحية بعنيزة، حيث ترجم للشيخ في الجزء الثاني تحت رقم 171، والمؤلف من بلد المترجم له أيضا (3) _ ويلاحظ أن لدى البسام والقاضي إضافات في ترجمة الشيخ القرعاوي، زيادة عما جاء في المنهل، ولعل هذا جاء من حكم إلمامهما بشيء من سيرته التي لم ينوه عنها في المنهل، خاصة وأن القرعاوي ركز فيما أعطى من معلومات بعد النسب، على جهوده في الجنوب وفتح المدارس.
- قد صدر بعد ذلك كتابان عن سيرة الشيخ القرعاوي، وهما:
- الشيخ القرعاوي ودعوته في جنوب المملكة العربية السعودية لموسى بن حاسر السهلي طبع عام 1413هـ.
- السمط الحاوي لأسلوب الداعية الشيخ القرعاوي في نشر التعليم بجنوب المملكة للشيخ الدكتور علي بن قاسم الفيفي وطبعته عام 1411هـ وقد سبق التنويه عنهما.
(1) انظر مجلة المنهل (8) عدد (5) لجمادى الأولى عام 1367هـ (ص185 - 196).
(2)
انظر ترجمته في علماء نجد خلال ستة قرون (2: 630 - 633).
(3)
انظر ترجمته في روضة الناظرين (2: 40 - 45).
وهذان يأخذان في السيرة الذاتية والنسب عن مجلة المنهل أولا، ثم يضيفان ما يريان أهميته من ترجمة الشيخ عبد الله البسام في كتابه علماء نجد للشيخ القرعاوي.
- ومثلهما ما سطره الشيخ عمر بن أحمد جردي مدخلي في مخطوطته التي مر ذكرها.
(ب) نسبه:
لقد بدأ رحمه الله رسالته القرعاوية بالمنهل بتوضيح نسبه عندما قال: أقول وأنا كاتب الأحرف: عبد الله بن محمد بن حمد بن عثمان بن علي بن محمد بن نجيد، فإن جدي محمد بن نجيد، كان في عنيزة، بالجناح، ثم باع أملاكه بعنيزة، واشترى بدلها أملاكا في القرعاء، وجاور أهلها، وكان يسمى فيها ابن نجيد، كذلك أولاده وأولاد أولاده، حتى جدي الأدنى: حمد المحمد بن نجيد، ثم انتقل جدي الأدنى هذا إلى عنيزة، وكان لا يعرف فيها إلا باسم (ابن نجيد)، وكذلك في مكاتباته وأسانيده، لا يكتب إلا: حمد المحمد بن نجيد، فلما بنى بيوته في عنيزة، وغرس نخله المشهور بالقرعاوية، لقب بالقرعاوي، لقبا بلفظ النسب، ولكن في المكاتبات والأسانيد كان يكتب (ابن نجيد)، فلما وقعت حرب عنيزة، قلع الأشجار والنخل، وباع الأرض والبئر، وانتقل إلى جنوب بريدة، وغرس نخله المشهور الآن بالفيضة، وهي ملكنا حتى الآن، وبقيت بيوته وأولاده في عنيزة.
وهناك فروع لآل نجيد غيرنا كثيرون، في عنيزة وبريدة، والبكيرية والخبراء والبدائع، وفي بغداد والشام؛ لأن أجدادي كانوا دائما يسافرون إلى بغداد، وإلى الشام وحلب، جمالين، ويحملون البضائع من هناك، ولم
يشتهر أحد منهم بالقرعاوي، إلا جدي حمد المحمد بن نجيد، كما ذكرت آنفا.
وفي عنيزة حمد العلي القرعاوي، وأخواه صالح وعبد الله وذريتهم، أهل بيت كل واحد منهم يقال له: القرعاوي، ويطلق عليه هذا اللقب حتى الآن، وهم مشهورون بهذا اللقب مثلنا، وهم أيضا منتقلون أيضا من القرعاء، ولكنهم ليسوا من آل نجيد، بل يرجعون إلى آل مطوع، فهم آل مطوع، ونحن آل نجيد.
كان جدي حمد أولا فلاحا بالقرعاء، ثم جمالا ببغداد، ثم في حلب ثم فلاحا بعنيزة، ثم فلاحا بالجنوب، ثم توفي في شهر رمضان سنة 1315هـ بعد أن مرض بالفالج، وبقي على فراش المرض أربع سنين بمرض الفالج، وفي تلك السنة في شوال توفي أبي، وفيها ولدت في 11 ذي الحجة بعد وفاة أبي بشهرين.
هذه حقيقة نسبي القريب، وأما النسب البعيد فليس عندي منه حتى الآن شيء، ولم أطلبه بعمري قط، وليس يهمني ذلك، وإنما يهمني ما أنا الآن بصدده، وسبق الكلام من أجله (1).
أما محمد القاضي في روضة الناظرين، وهو كما أسلفنا من أبناء بلدة عنيزة، ومن العارفين به وبأسرته فيقول عنه: هو العالم الجليل، والمرشد المصلح النبيل الصادع بكلمة الحق، الورع الزاهد، الشيخ عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان القرعاوي، من ذرية محمد بن نجيد من المصاليخ بطن من قبيلة عنزة، العدنانية، سكن جدهم القرعا بشمالي القصيم، ثم نزح منها معظمهم إلى عنيزة، فنسبوا إليها، ويلتحق بالنجادا غير
(1) مجلة المنهل عدد 5 م 8 جمادى الأولى سنة 1367هـ (ص 187 - 188).
القراوعة، منهم آل رميح وآل أبا الخيل، وآل الصقير وآل الشعيبي، ومنهم الشاعر الشعبي المعاصر الشريف بركات، والذي مدحه بقصيدته القرنفلية، ومنهم الشقير والمطر، والجلالي والسعوي في بريدة، والدغيثر في الرياض وضرما (1).
ومع ما يلاحظ في هذا من زيادة من حيث تحديد القبيلة التي ينتمي إليها، ومن يلحق بأسرته نسبا من الأسر المعروفة بالقصيم، فإننا نجد ابن بسام في كتابه:"علماء نجد خلال ستة قرون" يقول بمثل قوله إلا أنه زاد عليه إيضاحا بقوله: كانت مساكن ابن نجيد - الجد الأعلى للمترجم له - في النبهانية إحدى قرى القصيم الغربية، وذلك في القرن العاشر الهجري، واستوطنها هو وذريته من بعده، ومنها تفرقوا في قرى القصيم، وجد المترجم له - محمد بن نجيد - المذكور في عمود النسب غرس نخيلا، واتخذ له عقارات، واستوطن القرعاء هو وذريته، ثم انتقل جد أبي المترجم له من القرعاء إلى عنيزة، واسمه محمد بن نجيد فسمي القرعاوي، فتوفي في عام 1315هـ، كما توفي والد المترجم له في نفس العام المذكور (2).
(جـ) ولادته:
يقول عن نفسه ولدت في 11 من شهر ذي الحجة عام 1315هـ بعد
(1) انظر روضة الناظرين (2: 40).
(2)
انظر علماء نجد خلال ستة قرون (2: 630).
وفاة أبي بشهرين. كما مر بنا آنفا (1) ولم يحدد مكان ولادته، وهذه السنة أيضا هي التي مات فيها جده في شهر رمضان، ووالده في شهر شوال من تلك السنة، وهي متقاربة. . ولم يأت ذكر لانتقال والدته قبل ولادته إلى عنيزة.
أما الشيخ عبد الله بن بسام فيقول عنه: ولد المترجم له بالسنة التي مات فيها جده وأبوه، وهي عام 1315هـ في بلدة عنيزة، ونشأ فيها وربي في كفالة والدته ورعاية عمه - عبد العزيز بن حمد القرعاوي - ولقد أدركت عمه من وجهاء عنيزة وأعيانها، ولعمه ثلاثة أبناء: عبد الرحمن موظف في إمارة مكة، وعبد الله يقيم بالمنطقة الشرقية، ومحمد يقيم في المنطقة الشرقية أيضا (2) ومثله يقول الشيخ محمد القاضي: ولد هذا العالم في مدينة عنيزة سنة 1315هـ وهي سنة وفاة محمد بن عبد الله بن رشيد، وتوفي أبوه قبل ولادته بشهرين، فخرجت أمه بولادتها إياه من عدة وفاته، وفي أول نفس سنة 1315هـ توفي جده حمد بن محمد بن عثمان بن علي (3) فنشأ يتيما، وقام بتربيته ورعايته عمه عبد العزيز الحمد القرعاوي، وكان من أعيان عنيزة، اشتهر بالفضل والكرم، ومن جيراننا - ونعم الجار رحمه الله، ولقد خلف أبناء من خيرة زماننا دينا وخلقا، ومن خلف ما مات، كما كانت أمه تحن عليه، وتأيمت بعد أبيه، وقامت مع عمه برعايته على أكمل وجه (4).
(1) مجلة المنهل جمادى الأولى عام 1367هـ (ص188).
(2)
انظر علماء نجد (2: 630 - 631).
(3)
صوابه في شهر رمضان من هذا العام كما ذكر القرعاوي نفسه في مجلة المنهل.
(4)
انظر روضة الناظرين (2: 40).