الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حداثة سنه، حرصا على حسن المأخذ، واهتماما بالهدف الذي قصده، ومواصلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأداء لواجب العلم في الدعوة والتعليم.
ومن هذا الهدف بدأ بفتح مدرسة في عنيزة، وحرص على تعليم طلابه الصلاة، وحثهم عليها، ومتابعتهم، كما اهتم بالأمر بالمعروف، وإيقاظ الناس للصلاة، ومتابعة النساء عن التبرج، ثم لما أنيطت به مهمة الدعوة في جنوب المملكة، وجد ما يشفي غليله، ويستوعب جهده في التعليم بفتح المدارس، وبناء المساجد، وحفر الآبار، وفي الدعوة بالتجوال، وإنكار المنكرات المتفشية في المنطقة من سحر وتعلق بالموتى وغير ذلك.
زهده في الوظائف:
للشيخ القرعاوي رحمه الله نظرة خاصة حول الوظيفة، إذ يراها قيدا تحول دون تحقيق ما يصبو إليه في التعليم والدعوة، والتنقل في سبيل ذلك، وقد يكون زهده فيها ورعا وتأثما، ولذا نراه في أخذه العلم كالطائر المحلق، يقع على أي شجرة يريد، ويحط بأي أرض تحلو له، وفي حرصه على التعلم كالنحلة التي لا تأخذ إلا من أطايب الثمر، وأزكى الأشجار، حيث ينعكس أثر ذلك على عطائه، وما يبذله نحو طلابه. فكانت له هيبة لدى الخاص والعام، وقابلية عند الجميع، هذا إلى جانب كثرة عبادته، وما جبلت عليه نفسه من حب للخير منذ نشأته، ورغبة في مساعدة الناس.
ويظهر من تتبع سيرة الشيخ القرعاوي، أن لدية نية صادقة، وذكاء وقادا، واحتسابا في كل عمل يقوم به.
فهو إن فتح مدرسة لتعليم القرآن الكريم، والكتابة والحساب، فلوجه الله تعالى، يدرس فيها بالمجان ويبذل من ماله ما يشجع الدارسين، ففي أول مدرسة فتح في عنيزة عام 1347هـ كان يعمل لطلابه ندوة من أجل تنشيطهم أسبوعيا، ويختبرهم في دروسهم، والفائز يعطيه جائزة، فأعطى أحدهم ساعة جيب تسمى (راس كوب) وغير هذا من حوافز مالية ومادية.
ومن حبه للتعليم لوجه الله فقد عاود في عام 1349هـ فتح المدرسة بعد رجوعه إلى عنيزة تحقيقا لرغبة أهالي البلد، احتسابا لله، واجتمع لديه عدد جيد من الطلاب، ولكنهم تفرقوا لطلب المعيشة (1).
وأثناء دراسته في الهند طلب منه بعد التخرج أن يكون مديرا للمدرسة الرحمانية، وهي التي درس فيها، ونال من كبير مشايخها الإجازة، وأن يلقي ثلاثة دروس عربية، فتعذر وتوجه إلى نجد.
وبعد عودته من الهند في عام 1357هـ، عرض عليه بعض المسئولين في الدولة عام 1358هـ إدارة مدرسة المجمعة، أو إدارة مدرسة بريدة، أو يكون مدرسا في عنيزة، أو في دار الحديث بمكة المكرمة (2) وهذه المدارس جميعها حديثة الإنشاء. .
أو مطوعا بإحدى المناطق ليصلي بهم ويرشدهم ويحل أمورهم التي يسألون عنها في الدين، فلم يرغب شيئا من ذلك.
(1) المخطوطة (ص 8).
(2)
المخطوط (ص 11)