الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: أقوال العلماء في أثر التوبة على عقوبة القذف:
ويشتمل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: أثر التوبة على عقوبة الجلد
.
المبحث الثاني: أثر التوبة على عقوبة رد الشهادة.
المبحث الثالث: أثر التوبة على عقوبة التفسيق.
المبحث الأول: أثر التوبة على عقوبة الجلد
اتفق العلماء على أن التوبة لا تسقط الجلد عن القاذف، بل يجلد التائب كالمصر قال ابن قدامة (ت 620 هـ):(وإن تاب القاذف لم يسقط عنه الحد وزال عنه الفسق بلا خلاف)(1). وقال الماوردي (ت 450 هـ): (. . . فإن من قذف لم يسقط عنه بالتوبة الجلد
(1) المغني (9/ 197).
باتفاق) (1) وقال ابن رشد (ت 595 هـ): (. . . واتفقوا على أن التوبة لا ترفع الحد)(2).
والأصل في ذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (3){إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (4).
وجه الاستدلال:
دلت هذه الآية على أن الجلد لا يسقط عن القاذف إذا تاب؛ لأن الاستثناء الوارد فيها لا يعود إلى الجملة الأولى، الوارد فيها الجلد بالإجماع، فتبقى الآية على ظاهرها في حكم جلد القاذف.
(1) الحاوي للماوردي (17/ 25).
(2)
بداية المجتهد مع الهداية (8/ 575).
(3)
سورة النور الآية 4
(4)
سورة النور الآية 5