الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيضاوي: وفائدة الفاء في قوله تعالى: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (1) الدلالة على أن علمهم بما لأجله خلقت السماوات والأرض حملهم إلى الاستعاذة (2). وتقدم قول مجاهد رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: {وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (3) قال: يطيعون (4).
والتفكر مفتاح الرحمة قال سفيان بن عيينة: التفكر مفتاح الرحمة ألا ترى أن المرء يتفكر فيتوب (5). فأثر التفكر يظهر على المرء في عمله، ولذلك قال بعض السلف: تعود الطاعات إلى التفكر والاعتبار، وقال الحسن البصري رضي الله عنه: التفكر يدعو إلى الخير والعمل به (6).
(1) سورة آل عمران الآية 191
(2)
انظر: البيضاوي، تفسير البيضاوي، ج1، ص166
(3)
سورة النحل الآية 44
(4)
انظر: ص127
(5)
انظر: أبا نعيم، حلية الأولياء، ج7، ص306
(6)
انظر: أبا نعيم، حلية الأولياء، ج10، ص76
رابعا: التفكر طريق إلى التفقه:
بين التفكر والتفقه ارتباط ومناسبة، فإن الفقه الذي هو الفهم، والفكر الذي هو التأمل بينهما ارتباط وثيق، فإن بين يدي الفقه التفكر، فإن الله سبحانه وتعالى دعا عباده في غير آية من كتابه إلى التحرك بإحالة النظر العميق في التفكر في ملكوت السماوات والأرض، وإلى أن يمعن المرء النظر في نفسه وما حوله؛ فتحا للقوى العقلية على مصراعيها، فإن التفقه أبعد مدى من التفكر إذ هو حصيلته وإنتاجه (1).
(1) انظر: بكر أبو زيد، حلية طالب العلم، دار الراية، الرياض، ط1، 1408 هـ، ص40