الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} (1) وقوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ} (2) وقوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (3) وقوله {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} (4) وقوله: {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (5) وقوله {وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} (6) وقوله {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} (7) وقوله: {وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (8) وقوله {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} (9) والآيات في ذلك كثيرة معلومة، فخص الله تعالى هذه الفئة بالانتفاع بآياته ودعا الناس كلهم إلى التفكر فيها وأقام عليهم الحجج في ذلك ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
(1) سورة النحل الآية 65
(2)
سورة الحجر الآية 77
(3)
سورة النمل الآية 86
(4)
سورة النحل الآية 13
(5)
سورة آل عمران الآية 190
(6)
سورة يونس الآية 6
(7)
سورة يونس الآية 101
(8)
سورة الجاثية الآية 4
(9)
سورة الذاريات الآية 20
ثانيا: الإعراض والغفلة:
وهو من أعظم الأسباب المانعة من التفكر بآيات الله ومخلوقاته، كما قال تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} (1){وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (2).
(1) سورة يوسف الآية 105
(2)
سورة يوسف الآية 106
وقد يكون مع هذه الطائفة شيء من الإيمان ولكن غلبت عليهم الغفلة والإعراض، قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية:" يخبر تعالى عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آيات الله ودلائل توحيده. مما خلقه في السماوات والأرض من كواكب زاهرات ثوابت وسيارات، وأفلاك دائرات والجميع مسخرات، وكم في الأرض من قطع متجاورات، وحدائق وجنات، وجبال راسيات، وبحار زاخرات، وأمواج متلاطمات، وقفار شاسعات، وكم من أحياء وأموات، وحيوان ونبات، وثمرات متشابهة ومختلفة في الطعوم والروائح والألوان والصفات، فسبحان الواحد الأحد خالق أنواع المخلوقات المتفرد بالدوام والبقاء والصمدية للأسماء والصفات "(1).
ولذلك كان على العبد المؤمن أن يحذر أسباب الغفلة والإعراض وأن ينيب إلى ربه، ويرجع إليه ويتفكر في مخلوقاته وآياته، ويستدل بكل آية من آيات الله على قدرة الله وحكمته وعلمه وكماله في أسمائه وصفاته، قال تعالى:{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} (2) أي: إن في النظر
(1) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص541.
(2)
سورة سبأ الآية 9
إلى خلق السماوات والأرض لدلالة - لكل عبد فطن لبيب رجاع إلى الله - على قدرة الله تعالى على بعث الأجساد ووقوع المعاد)) (1).
قال السعدي رحمه الله: ((فكلما كان العبد أعظم إنابة إلى الله، كان انتفاعه بالآيات أعظم؛ لأن المنيب مقبل على ربه قد توجهت إرادته وهمته لربه، ورجع إليه في كل أمر من أموره، فصار قريبا من ربه ليس له هم إلا الاشتغال بمرضاته، فيكون نظره للمخلوقات نظر فكر وعبرة، لا نظر غفلة غير نافعة)) (2).
وقد قضى الله وقدر أن أكثر الناس يغفلون عن آيات الله ولا ينتفعون بها، قال تعالى:{وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (3) أي: لا يتعظون بها، ولا يعتبرون بها، فلذلك تمر عليهم وتتكرر فلا ينتفعون بها لعدم إقبالهم عليها (4).
والغفلة لها أسبابها التي تنشأ عنها، وفي العصر الحاضر فإن المدنية والوسائل الحديثة، والضوضاء، وكثرة العمل، وقلة الفراغ، وشغل الناس، وفوضى أذهانهم؛ كل ذلك جعل القليل منهم من يتفكر في نفسه وما حوله، إضافة إلى ذلك إن ابتعاد كثير من الناس عن التفكر يرجع إلى
(1) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج3، ص578
(2)
السعدي، تيسير الكريم الرحمن، ص 622.
(3)
سورة يونس الآية 92
(4)
انظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ج2ص 472، وانظر السعدي، تيسر الكريم الرحمن ص 329.