الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن كثير رحمه الله: (أي تعتبرون وتفهمون الأمثال والمعاني وتنزلونها على المعنى المراد منها، كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} (1)(2).
وقال السعدي رحمه الله: (أخبر تعالى أنه تعالى يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده الحلال والحرام؛ لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكير فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طريق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوئ الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه)(3).
(1) سورة العنكبوت الآية 43
(2)
ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، جـ1 ص140 والآية من سورة العنكبوت، الآية 43.
(3)
السعدي، تيسير الكريم الرحمن، ص 792
2 -
التفكر في المخلوقات:
وهذا المجال من مجالات التفكر واسع النطاق، يمتد إلى ملكوت السماوات والأرض، وما سخر الله منها من كل شيء، وقد جاءت آيات عديدة في القرآن العظيم تدعو إلى التفكر في السماوات والأرض وما بينهما، قال تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (1).
(1) سورة الجاثية الآية 13
وقال تعالى {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (1){الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (2).
قال البقاعي رحمه الله: (لما كانت آيات المعرفة إما في الآفاق وإما في النفس وكانت آيات الآفاق أعظم، قال: (في خلق السماوات والأرض) على كبرهما واتساعهما وقوة ما فيهما من المنافع (3) قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (4).
وقد دعا الله عباده للتفكر في خلق السماوات والأرض، وذلك لما فيهما من الآيات العجيبة التي تبهر الناظرين، وتقنع المتفكرين، وتجذب أفئدة الصادقين، ولتنبه العقول النيرة على جميع المطالب الإلهية، أما تفصيل ما اشتملت عليه، فلا يمكن أن يحصره مخلوق أو يحيط ببعضه، وفي الجملة فما فيها من العظمة والسعة وانتظام السير والحركة يدل على عظمة خالقها، وعظمة سلطانه، وشمول قدرته، وما فيها من الإحكام والإتقان، وبديع الصنع ولطائف الفعل، يدل على حكمة الله ووضعه الأشياء مواضعها وسعة علمه، وما فيها من المنافع للخلق يدل على سعة رحمة الله، وعموم فضله، شمول بره،
(1) سورة آل عمران الآية 190
(2)
سورة آل عمران الآية 191
(3)
انظر: البقاعي، نظم الدرر، ج 2، ص 197
(4)
سورة غافر الآية 57