الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحطامها وأعرفهم بحقيقتها.
كما ورد في القرآن العظيم بيان أحوال الآخرة، وما أعد الله فيهما لأوليائه، وما أعد فيهما لأعدائه، قال القرطبي:(ومما يتفكر فيه مخاوف الآخرة من الحشر والنشر والجنة ونعيمها والنار وعذابها)(1) والآيات في ذلك كثيرة معلومة.
(1) انظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج4، ص 314
4 -
التفكر في الموت والبعث:
قال ابن جرير رحمه الله: (يقول الله تعالى: إن في قبض الله نفس النائم والميت وإرساله بعد، نفس هذا ترجع إلى جسمه، وحبسه لغيرها عن جسمها لعبرة وعظة لمن تفكر وتدبر وبيانا أن الله يحيي من يشاء من خلقه إذا شاء ويميت من شاء إذا شاء)(2).
وقال عند تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ} (3) أي: أولم يتفكر هؤلاء المكذبون
(1) سورة الزمر الآية 42
(2)
ابن جرير الطبري، جامع البيان ج24، ص9
(3)
سورة الروم الآية 8
في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئا، ثم صرفهم أحوالا وتارات، حتى صاروا رجالا، فليعلموا أن الذي فعل ذلك قادر على أن يعيدهم بعد فنائهم خلقا جديدا، ثم يجازي المحسن منهم بإحسانه والمسيء بإساءته (1).
ومما يتعلق بالموت: زيارة المقابر، وقد جاءت السنة بالحث عليها، قال صلى الله عليه وسلم:«زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة (2)» ، وزيارة القبور تبعث على التفكر في الحياة وفي مصير الإنسان ومآله.
وزيارة القبور - خصوصا - تتطلب أن يكون المرء خاليا من كل ما يشغله عن الاعتبار والاتعاظ؛ ولذلك قال بعض السلف: (زوروا القبور بفكركم)(3) لأن المرء لا ينتفع بالزيارة إذا كان يزور المقبرة بجسده دون فكر، أو يكتفي من الزيارة بحضور جنازة قريب أو صديق.
وكذلك الأمر عند اتباع الجنازة، ينبغي أن يكون المرء متفكرا ومعتبرا هذه النهاية التي كتبها الله تعالى على كل حي، قال في المغني:
(1) انظر: ابن جرير، جامع البيان ج21، ص 24
(2)
رواه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، باب ما جاء في زيارة القبور، رقم الحديث 1558، وهو صحيح مسلم بلفظ (فزوروا القبور فإنها تذكر الموت) كتاب الجنائز رقم الحديث 1623
(3)
انظر: أبا نعيم، الحلية، ج10، ص 143