الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج: الزكاة تجب لمن ملك مائتي درهم إسلامي، قدره العلماء هنا بستة وخمسين ريالا سعوديا، فمن ملك ما قيمته ستة وخمسون ريالا سعوديا عربيا، فإنه قد ملك نصاب الزكاة فعليه أن يزكي ماله، وهذا النصاب يشمل الأوراق النقدية كلها.
س: هل يشترط
الوضوء لصلاة الجنازة
؟
ج: نعم، يشترط لها الوضوء؛ لأنها صلاة شرعية مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:«لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ (1)» أخرجه البخاري، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وعند مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول (2)» .
(1) صحيح البخاري الوضوء (135)، صحيح مسلم الطهارة (225)، سنن الترمذي الطهارة (76)، سنن أبو داود الطهارة (60)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 308).
(2)
صحيح مسلم الطهارة (224)، سنن الترمذي الطهارة (1)، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (272)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 73).
س: سماحه الشيخ: ما حكم سماع أشرطة الأناشيد الإسلامية؟
ج: إن ما يسمى بالأناشيد الإسلامية، سمعنا بعضها، وللأسف الشديد وجدناها أناشيد على النغمات الموسيقية، مختار لها أرق الأصوات، وألطفها، وأحسنها جاذبة للقلوب، فيؤتى بها وكأنها الغناء، بل بعض الأصوات يفوق صوت الموسيقى، ونغمات الموسيقيين؛ لأنه يختار لها نوع خاص، ويعطى ذلك ثوب الإسلام،
ودين الإسلام بريء من هذه الأمور، دين الإسلام فيه القوة والعزة، وهؤلاء يشتغلون بتلك الأناشيد عن كلام الله، وتصدهم تلك الأناشيد عن تلاوة القرآن، يتعلقون بها، وللأسف الشديد إنها قد تصحبها الطبول والدفوف، على نغمات يسمونها إسلامية، وهذا بلا شك خطأ، أرجو من إخواننا أن يتجنبوه، ويبتعدوا عنه.
س: كم تعدل الصلاة في المسجد الحرام، وهل أي صلاة في مسجد في مكة تعدل مثل ما يعدل المسجد الحرام؟
ج: الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه، وما كان داخل أميال الحرم يصدق عليه المضاعفة إن شاء الله، لا شك أن النفس تتعلق بقرب الكعبة، وأن الإنسان يجد نفسه إذا صلى في الحرم، ورأى الكعبة المشرفة نصب عينيه، إن هذا يعطي نفسه دفعة، ورغبة، سبحان من جعل هذا البيت مهوى الأنفس، قال الله - جل وعلا -:{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} (1) قالوا من أتاه لم يقض منه وطرا، كلما فارقه ازداد شوقا وحبا له ولرؤيته، لا شك أن الإنسان في داخل الحرم يجد الراحة لنفسه والطمأنينة، ولكن مع هذا كله، فلو صلى في أي جزء من أجزاء الحرم، لرجونا أن يضاعف الله له، فالنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية كان معسكره خارج الحرم، وإذا أراد أن يصلي مشى حتى يدخل داخل الحرم.
(1) سورة البقرة الآية 125
س: سماحه الشيخ، لقد استمرت الدعوة، في هذه الفترة، من عدة عقود، دون أن تتوحد هذه الأمة، ودون أن يرجعوا إلى الله، يا ترى ما السبب، هل الدعوة اختلفت عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهل العيب في الدعاة، أم في الناس؟
ج: أولا يا أخي يقول الزبير بن عدي: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال «اصبروا؛ فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه (1)» ، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم " يا أخي لا شك أنا أصبنا في أمور كثيرة، أولا في ضعف الإيمان في القلوب، وتعلقها بالدنيا، وبعدها عن الله والدار الآخرة، وأن الدعوات الصادقة المخلصة بدأت تقل في الناس، وإن كان في الناس خير، لكن الدعوات الصادقة الخالصة لله التي لا تقوم إلا على الحب في الله لا تقوم لمبدأ ولا لهدف، هذه ضعفت في الناس، ثم أيضا الدعاية المضللة المعادية للإسلام، من خلال ما يبثه أعداء الإسلام ولا سيما القنوات الفضائية، وما تنشره فيها من أقوال وآراء باطلة، تخالف شرع الله، وإصغاء النفوس لذلك، زد على ذلك قلة العلماء العاملين، وندرتهم في هذا الزمن، كلها أمور أسأل الله أن ينقذ المسلمين من الضلال، وأن ييسر لهم الهدى، ولكن ولله الحمد مع هذه الأمور كلها، نجد أن الصحوة الإسلامية شاقة طريقها، وأن تواجدها الآن فعال، فالعالم حتى غير الإسلامي، في العالم الأوروبي، والأمريكي، وغيرهم، بدأ يظهر فيه الإسلام وينتشر، وصار له شأن
(1) صحيح البخاري الفتن (7068)، سنن الترمذي الفتن (2206)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 132).
ودور في الحياة، وبدأ المعتنقون يكثرون، وبدأت المساجد والمراكز الإسلامية تؤدي دورها، ولا شك أن لهذه البلاد جهودا جبارة، في دعم هذه المراكز والمساجد، والجمعيات الخيرية، من خلال الدعاة المنتشرين في العالم، المنطلقين من هذا البلد، بدعم حكومة هذه البلاد لهذه الأمور العظيمة، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وأن يوفق الجميع لما يرضيه.
س: إذا دخلت والإمام في التشهد الأخير، هل أجلس معه أم أنتظر، وأصلي مع جماعة أخرى، ومتى تدرك صلاة الجماعة؟
ج: إن كنت ترجو مجيء جماعة أخرى، لتصلي معهم الجماعة فذلك أفضل، وإن كنت لا تجد أحدا، فادخل، وإلا فالأصل أن الجماعة لا تدرك إلا بإدراك ركعة مع الإمام، فمن أدرك ركعة مع الإمام فقد أدرك الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة (1)» ، متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ويقول صلى الله عليه وسلم:«من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، فقد أدرك العصر (2)» متفق عليه. فالجمعة والجماعة لا تدركان إلا بإدراك ركعة مع الإمام، ومن أدرك أقل من الركعة، لم يدرك الجماعة ولا الجمعة، والركعة تدرك بالركوع.
(1) صحيح البخاري مواقيت الصلاة (580)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (607)، سنن أبو داود الصلاة (1121)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 271)، موطأ مالك وقوت الصلاة (15).
(2)
صحيح البخاري مواقيت الصلاة (556)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (608)، سنن الترمذي الصلاة (186)، سنن النسائي المواقيت (516)، سنن أبو داود الصلاة (412)، سنن ابن ماجه الصلاة (699)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 462)، موطأ مالك وقوت الصلاة (5)، سنن الدارمي الصلاة (1222).