الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن حجر الهيتمي: هو ثلاثة أنواع: ربا الفضل، وربا اليد، وربا النسيئة، وزاد ((المتولي)) نوعا رابعا وهو ربا القرض (1).
ويمكن القول أن هذه الأنواع الأربعة عائدة إلى القسمين الأولين، وهما ربا النسيئة وربا الفضل.
ونبدأ أولا بتعريف ربا النسيئة وبيانه:
(1) الزواجر عن اقتراف الكبائر 2/ 205.
أ-
ربا النسيئة:
النسيء لغة (1) تأخير في الوقت، ويقال: نسأ الله في أجلك - أي أخر الله أجلك - ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه (2)» .
والنسيئة بيع الشيء بالتأخير، ومنها النسيء الذي كانت العرب تفعله، وهو تأخير بعض الأشهر الحرم إلى شهر آخر، قال تعالى:
(1) المفردات للراغب الأصفهاني ص 492، المعجم الوسيط مادة (نسأ).
(2)
صحيح الجامع الصغير رقم 5956، وهو حديث متفق على صحته، أخرجه البخاري 10/ 348 في الأدب، باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم، ومسلم رقم 2557 في البر والصلة، باب صلة الرحم. وانظر صحيح البخاري بشرح فتح الباري 4/ 103 رقم 2067. والأثر هنا: آخر العمر، وسمى الأجل آثرا، لأنه يتبع العمر، قال سبحانه وتعالى:" ونكتب ما قدموا وءاثرهم " سورة يس، الآية 12. انظر شرح السنة 13/ 19، والنهاية في غريب الحديث 5/ 44.
{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} (1) والمنسأ عصا ينسأ بها الشيء أي يؤخر (2).
ومن ذلك قوله تعالى: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} (3) أما ربا الفضل في اصطلاح العلماء، فقد اختلفت فيه عبارات الفقهاء، تبعا لاختلافهم في علة ربا الفضل ويمكن القول أن ربا النسيئة كان معلوما معروفا في الجاهلية، قبل نزول الآيات القرآنية بتحريمه، ولذلك قال سبحانه وتعالى:{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} (4) فهو ربا معروف معلوم، وهو الزيادة في الأجل مقابل الزيادة في البدل، وهو المال.
وهذا هو الربا الذي أجمع المسلمون على منعه، ولم يخالف فيه أحد، فكانوا في الجاهلية يعطي الرجل رأس ماله لرجل آخر، على أن يرده إليه بعد مدة معينة، بزيادة معينة. فتكون الزيادة نظير التأجيل، وهذا هو ربا النسيئة.
فقد جاء في تفسير الرازي: ((إن ربا النسيئة هو الذي كان
(1) سورة التوبة الآية 37
(2)
المفردات ص 492.
(3)
سورة سبأ الآية 14
(4)
سورة البقرة الآية 275