الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التفكير في آيات الله تعالى ومخلوقاته في ضوء القرآن والسنة
للدكتور: عبد الله بن إبراهيم اللحيدان (1)
المقدمة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى أنعم على الإنسان بنعمة العقل، وجعله مناط التكليف، وعندما يعطل الإنسان عقله يهبط بنفسه عن التكريم الذي ميزه الله به عن سائر المخلوقات، ولذلك فإن إعمال العقل فيه حياة للإنسان.
وإن من أعظم ما ابتلي به الناس اليوم شتات القلوب، وكثرة الصوارف عن التفكر، ولعل هذا البحث يفتح آفاقا لهذه العبادة، ويقرب مفهومها وأهميتها ومجالاتها وثمارها، ويبين اهتمام علماء المسلمين وعامتهم بها، ويبن أثرها في صلاح الفرد والمجتمع، فالتفكر من العبادات القلبية التي أمر العبد أن ينميها من خلال النظر في
(1) عضو هيئة التدريس بقسم الدعوة والاحتساب بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ملكوت السماوات والأرض ومن خلال الآيات الكونية، والأحكام الشرعية، والإنسان لا ينفك عما حوله من الحوادث والآيات الكونية التي تدل على عظيم خلق الله، ويستدل بها على ما لله من صفات الكمال والعظمة والكبرياء.
وقد حثت آيات عديدة في القرآن العظيم على عبادة من أجل العبادات وهي التفكر، وإن من يمعن النظر في كتب التفسير مثلا عند الآيات التي تتحدث عن الكون أو شروح الأحاديث النبوية يجد مادة علمية غزيرة في هذا المجال، بل إن بعض العلماء قد أفرد مصنفات خاصة في وصف المخلوقات والظواهر الكونية، قصدوا منها الحث على التفكر في آيات الله ومخلوقاته، ومن أوائل من صنف في ذلك ابن أبي الدنيا، في كتاب التفكر والاعتبار، وساق فيه جملة من الآثار التي ترغب في التفكر، كما أن الأصبهاني عقد فصولا في كتابه: العظمة، عن المخلوقات وفضل التفكر فيها، إلا أنه أورد فيه العديد من الآثار الواهية والإسرائيليات، كما أن ابن القيم رحمه الله ساق في كتابه: مفتاح دار السعادة، فصولا في التفكر في المخلوقات والحكمة منها، وممن صنف حديثا في التفكر مالك البدري في كتابه: التفكر من المشاهدة إلى الشهود، وتطرق إلى التفكر من الناحية النفسية، ولم تشر هذه الكتب والدراسات إلى مفهوم التفكر وأنواعه ومجالاته، ولذلك فقد سعيت في هذا البحث إلى بيان مفهوم التفكر وأهميته
وأنواعه ومجالاته وثمراته ومعوقاته في ضوء الكتاب والسنة، وقد كان المرجع الأول لهذا البحث هو القرآن الكريم، وكتب التفسير، وشروح الأحاديث النبوية، وقد سعيت أثناء كتابة هذا البحث إلى مراعاة الأمور التالية:
1 -
عزوت الآيات القرآنية إلى مواضعها من القرآن الكريم.
2 -
نقلت الأحاديث النبوية من مراجعها الأصلية، وذكرت حكم العلماء عليها إلا ما كان من الصحيحين لتلقي الأمة لهما بالقبول.
3 -
استفدت من كتب التفسير وشروح الأحاديث النبوية عند الاستشهاد بالنصوص من الكتاب والسنة.
4 -
وضعت الهوامش في هذا البحث حسب قواعد البحث العلمي.
5 -
وضعت في نهاية البحث بيانات مفصلة للمصادر والمراجع تسهيلا للرجوع إليها.
وقد قسمت هذا البحث إلى ثلاثة مباحث كما يلي:
المبحث الأول: مفهوم التفكر وأهميته.
المطلب الأول: مفهوم التفكر وكيفيته.
المطلب الثاني: أهمية التفكر وحكمه.
المبحث الثاني: أنواع التفكر ومجالاته.
المطلب الأول: أنواع التفكر.
المطلب الثاني: مجالات التفكر.