الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المماطلة
مظاهرها وأضرارها وأنواعها وأسبابها في الفقه الإسلامي
لفضيلة الدكتور: عبد الله بن ناصرالسلمي (1)
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد:
فإن من أعظم سمات الخير في المجتمع هو أداء الحقوق والواجبات، والإنسان مدني بالطبع، ولا يمكن أن ينفك عن العلاقات الإنسانية، ومن هنا فإن من أهم واجبات تلك العلاقة بين الناس في مجتمعاتهم هو حسن التعامل، والوفاء، وعدم المماطلة في الحقوق والاستيفاء، وإذا كان من المستقر لدى المطلعين في الشريعة الإسلامية أن حقوق العباد مبناها على المشاحة، وحقوق الله مبناها على المسامحة، فلا غرو إذا أن نجد النصوص الشرعية، والآثار السنية، تؤكد على هذا الأمر وتهتم به أيما اهتمام، فتعالج هذه القضية قبل حصولها وبعد حصولها، للعلم بأن مشكلة المطل
(1) الأستاذ المساعد في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
في الوفاء بالحقوق من أعظم الأضرار على المجتمعات الإنسانية، فلا يكاد يوجد المطل في أداء الحقوق والواجبات في مجتمع إلا وتكثر الحيل، ويفشو الخداع والمكر ويتفاقم المين والكذب كما قال صلى الله عليه وسلم حينما سئل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم:«إن الرجل إذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف (1)» .
ولا يمكن أن يتوصل إلى الحلول الناجعة، والتنظيمات الرادعة، قبل معرفة أسباب المطل ومظاهره، وصوره في أداء الحقوق، فهذا هو هدف الدراسة في هذا الموضوع.
أولا: أسباب اختيار الموضوع:
1 -
هو انتشار ظاهرة المماطلة والتسويف في الوفاء بالحقوق لدرجة أنك لا تكاد تجد إلا القلة من الناس الذين يقومون بإقراض الناس القرض الحسن لأنهم مع إحسانهم للغير، لا يستطيعون رد حقوقهم إلا بالمشقة والعنت.
2 -
الإحصاءات الرسمية في كثرة الشيكات المرتجعة، والتي لا يوجد لها رصيد لأداء الحقوق، يظهر مدى كثرة المماطلات، وضرورة الاهتمام بمعالجة هذه القضية الخطيرة، بمعرفة أسبابها ومظاهرها وصورها وأضرارها.
3 -
تهاون بعض الناس بسرعة أداء الحقوق، واستثمار أموال
(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأذان باب الدعاء قبل السلام برقم 833.
الغير مع مطالبتهم بها، يعد من أكل أموال الناس بالباطل، لذا كان من الواجب بيان حكم الشريعة الإسلامية في مثل هؤلاء.
ثانيا: خطة البحث:
جعلت البحث مشتملا على مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة.
أولا: المقدمة وتشمل على أهمية الموضوع وأسباب اختياره، ومفردات البحث.
ثانيا: التمهيد، وفيه ثلاثة مطالب:
: المطلب الأول: تعريف المماطلة في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثاني: تعريف الحقوق في اللغة والاصطلاح.
المطلب الثالث: أسباب شيوع ظاهرة الاستدانة.
ثالثا: المباحث:
المبحث الأول: وجوب إبراء الذمة من الحقوق، وتحته ثلاثة مطالب:
المطب الأول: أهمية إبراء الذمم.
المطلب الثاني: أنوع الحقوق.
المطلب الثالث: أهمية توثيق الحقوق ووسائلها.
المبحث الثاني: مظاهر المماطلة والتسويف وأنواع الضرر المترتب عليها، وتحته مطلبان:
المطلب الأول. مظاهر المماطلة والتسويف.
المطلب الثاني: أنواع الضرر المترتب على المماطلة، وتحته فرعان:
الفرع الأول: الضرر المادي.
الفرع الثاني: الضرر الأدبي.
المبحث الثالث، أنواع المطل، وتحته ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: مطل المدين المعسر.
المطلب الثاني: مطل المدين الغني المعذور.
المطلب الثالث: مطل المدين الموسر بلا عذر.
المبحث الرابع، أسباب المطل، وتحته أربعة مطالب.
المطلب الأول: أسباب تعود إلى من عليه الحق.
المطلب الثاني: أسباب تعود إلى صاحب الحق.
المطلب الثالث: أسباب تعود إلى العلاقة بينهما.
المطلب الرابع: أسباب تعود إلى غير ما سبق.
رابعا: الخاتمة: وفيها أهم النتائج التي توصلت إليها في البحث.