الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: التعريف بالمرجئة، ونشأتها، وفرقها
.
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: التعريف بالمرجئة
.
المبحث الثاني: نشأة الإرجاء.
المبحث الثالث: فرق المرجئة.
المبحث الأول: التعريف بالمرجئة
نقل الشيخ حسن بن حسين بن الإمام عن ابن القيم رحمه الله ما حكاه حرب صاحب الإمام أحمد في شرح مذهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة، فكان مما جاء فيه:(ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل، فهو مرجئ، ومن زعم أن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع، فهو مرجئ، ومن زعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص، فقد قال بقول المرجئة، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان، فهو مرجئ، ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل والملائكة، فهو مرجئ، ومن زعم أن المعرفة تقع في القلب وإن لم يتكلم بها، فهو مرجئ)
وجاء في التوضيح قول ابن عيينة رحمه الله: (المرجئة يسمون ترك الفرائض ذنبا بمنزلة ركوب المحارم)(1)
وذكر الشيخ حسين ابن غنام رحمه الله أن اسم المرجئة مأخوذ من الإرجاء، بمعنى التأخير (2) يقال: أرجأه إذا أخره، قال تعالى:
(1) التوضيح 97، وقول ابن عيينة رواه عبد الله في السنة 1/ 347 - 348 رقم 745.
(2)
راجع: معجم مقاييس اللغة 2/ 495، ولسان العرب 1/ 83، والقاموس المحيط51، ومختار الصحاح 98 - 99.
{قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} (1) أي: أمهله، وأخره
ولقبت المرجئة بذلك؛ لأنهم يرجون العمل عن الاعتقاد، أي يؤخرون عنه.
وقيل: سموا بذلك؛ لأنهم يقولون: لا تضر مع الإيمان المعصية، كما لا تنفع الطاعة مع الكفر
وابن غنام رحمه الله متابع للشهرستاني، لكنه اقتصر على قولين من أربعة أقوال حكاها الشهرستاني في سبب التسمية بالإرجاء (2)
والحاصل مما تقدم أن وصف الإرجاء يقع على من أخر العمل عن الإيمان، فأخرجه منه، واكتفى بالقول، أو بالمعرفة، أو جعل ترك الفرائض كسائر المعاصي، وما يتبع ذلك من أغلاط في مسائل الإيمان من منع زيادته ونقصانه، أو عدم الاستثناء فيه تعليلا بالشك، أو إن إيمان الصالحين والطالحين سواء، ونحو ذلك مما سيأتي تفصيله في موضعه من هذه الدراسة بعون الله تعالى.
(1) سورة الأعراف الآية 111
(2)
انظر: الملل والنحل 1/ 137.