الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: وسط ليس بالنفيس ولا الرديء مما يطعمه الناس أو يلبسونه عرفا.
المراد بوسطية الأمة في الاصطلاح الشرعي:
أوسط الناس خيارهم وعدولهم ممن تمسكوا بهدي الكتاب والسنة من غير إفراط ولا تفريط، فتركوا سبيل الجفاء، ولم يميلوا إلى سبيل الغلو، وهم كما ذكر عمر بن عبد العزيز رحمه الله (ت: 101هـ) في كتابه الذي كتبه إلى أحد عماله وأوصاه فيه بلزوم طريق من سلف ثم قال: " فما دونهم من مقصر، وما فوقهم من محسر، وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم "(1)
وكما قال ابن القيم (ت: 751هـ): " وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى تفريط وإضاعة، وإما إلى إفراط وغلو، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه، كالوادي بين جبلين، والهدى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين، فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له فالغالي فيه مضيع له، هذا بتقصيره عن الحد، وهذا بتجاوزه الحد "(2)
(1) أخرجه أبو داود 4/ 203، كتاب السنة، باب لزوم السنة.
(2)
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 2/ 496.
وبذلك كانت الأمة كلها (وسطا)، أي: عدولا خيارا بين الأمم كلها عبدوا الله على يقين من أمرهم على وفق هدى ربهم وسنة نبيهم من غير ميل إلى أي الاتجاهين المذمومين: الجفاء أو الغلو.
ثم: " وسطية الإسلام من أبرز خصائصه، وهي بالتبع من أبرز خصائص أمة الاستجابة، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} (1) ولذلك نجد الإسلام يقدم المنهج الوسط في كل شأن من شؤون الحياة، ولا يكتفي بهذا، بل يحذر من المصير إلى أحد الانحرافين الغلو والتقصير "(2) والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(1) سورة البقرة الآية 143
(2)
الغلو في الدين في حياة المسلمين المعاصرة 26.