الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ركائز منهج السلف في الدعوة إلى الله
لفضيلة الدكتور عبد الله بن محمد المجلي
المقدمة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
فلما كانت الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ دين الإسلام من أعظم الأعمال الصالحة وأفضل القربات النافعة كان لا بد في أدائها والقيام بها السير على المنهج المشروع والمسلك المتبوع الذي يعتمد على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلف الأمة المهديين وأئمتها المرضيين.
وتشتد الحاجة لمعرفة المنهج السليم والطريق القويم في الدعوة إلى الله تعالى في هذا الزمن الذي اختلطت فيه المفاهيم واضطربت فيه الأفكار وتضاربت فيه الآراء عند كثير من الناس فوقعت من بعضهم ممارسات وتطبيقات - زعموها دعوية - جانبوا فيها الصواب وارتكبوا فيها المحذور من الأقوال والأفعال، وكان من أظهر عواقبها الوخيمة
وآثارها السيئة على الأمة؛ الفرقة والاختلاف بين مجتمعات المسلمين والتي كانت سببا للفشل والإخفاق في عدد من مجالات الحياة بينهم، وصدق الله العظيم حيث يقول:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (1)
ولن تتخلص مجتمعات المسلمين من حالها التي هي عليها بعد توفيق الله تعالى إلا بوجود دعوة صادقة صحيحة قائمة على الأصول والقواعد الشرعية التي كان عليها سلف الأمة الصالحون وأئمة الدين والهدى أهل العلم والبصيرة والاستقامة وحسن السيرة، ومن جاء بعدهم ممن سار على نهجهم واقتفى أثرهم والتزم طريقهم.
وإن هذا البحث جهد علمي يسعى لتقديم إضاءات نافعة بإذن الله تعالى تسهم في تحديد معالم المنهج السديد والمسلك القويم في الدعوة إلى الله تعالى.
ويحاول – بعون الله – تزويد المعنيين بأمر الدعوة – دارسين وممارسين – ببعض المفاهيم والمنطلقات والقواعد المبنية على الدليل الشرعي والتي لا بد منها في أي عمل دعوي رشيد.
ويقوم هذا البحث في منهجه العلمي على: الاستقراء، والاستنباط، والتحليل للنصوص الشرعية بما يخدم قضية البحث وموضوعه الذي هو بعنوان:(ركائز منهج السلف الصالح في الدعوة إلى الله تعالى).
وينقسم إلى مبحثين: أولهما يتناول التعريفات والمفاهيم
(1) سورة الأنفال الآية 46