الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البدر على سائر الكواكب، وكفضل سيد المرسلين على أدنى الصحابة منزلة، وأن الملائكة تضع لهم أجنحتها وتظللهم بها، وأن العالم يستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وحتى النملة في جحرها، وأن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير
أدلة فضل العلم:
وأدلة فضل العلم ومكانته في الكتاب والسنة كثيرة جدا منها: أن الله تعالى أمر أعلم العباد وأكملهم محمدا صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة من العلم دون غيره لشرفه فقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (1)، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يدعو بزيادة العلم النافع؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما، والحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من عذاب النار (2)»
وأخبر تعالى عن رفعة أهل العلم وتقدمهم على غيرهم في قوله تعالى:
(1) سورة طه الآية 114
(2)
سنن الترمذي / كتاب الدعوات: باب في العفو والعافية / ح3523، وسنن ابن ماجه / كتاب المقدمة: باب الانتفاع بالعلم والعمل / ح247 (صححه الألباني: صحيح سنن الترمذي: 2845).
ونفى تعالى التسوية بين من يعلم وبين من لا يعلم فقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (2).
والعلماء هم أكثر الناس خشية لله لكمال معرفتهم به يقول تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (3).
والعلم يسبق العمل، ولا عمل صائب إلا بعلم كما قال تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} (4).
والعلم النافع يبقى نفعه مستمرا لصاحبه بعد موته فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة؛ إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له (5)»
والتفقه في الدين خير عظيم لأهله فعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (6)»
(1) سورة المجادلة الآية 11
(2)
سورة الزمر الآية 9
(3)
سورة فاطر الآية 28
(4)
سورة محمد الآية 19
(5)
صحيح مسلم / كتاب الوصية: باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته / ح3084، وسنن النسائي / كتاب الوصايا: باب فضل الصدقة عن الميت / ح3591.
(6)
صحيح البخاري / كتاب العلم: باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين / ح69، وصحيح مسلم / كتاب الزكاة: باب النهي عن المسألة / ح1721.
والسعي في طلب العلم فيه أجر عظيم وفضل كبير فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة (1)»
وعن قيس بن كثير قال قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء رضي الله عنه وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي، فقال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أما جئت لحاجة؟ قال: لا، قال: أما قدمت لتجارة؟ قال: لا، قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء؛ إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر (2)»
ومن وصايا عبد الله بن مسعود قوله: (اغد عالما أو متعلما أو
(1) صحيح مسلم / كتاب الذكر والدعاء: باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن والذكر / ح4867، وسنن الترمذي / كتاب العلم: باب فضل طلب العلم / ح2570.
(2)
سنن الترمذي / كتاب العلم: باب فضل الفقه على العبادة / ح2606، وسنن أبي داود / كتاب العلم: باب الحث على طلب العلم / ح2157 (صححه الألباني: صحيح سنن الترمذي: 2159).