الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالتزام هدي الكتاب والسنة، فلا اعتقاد إلا بما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا تكفير إلا بما جاء كذلك فيهما، ولا إلزام بحكم ولا سلوك إلا بما ألزم به الكتاب والسنة، فلا تحريم للطيبات ولا ترك للضرورات التي يحتاجها الإنسان من نكاح وطعام وشراب ونوم.
المبحث الثالث:
أثر الفتوى في التصدي للجفاء:
الجفاء في اللغة:
كلمة تقوم على ثلاثة حروف: الجيم، والفاء، والحرف المعتل، وهي كما يقول ابن فارس (ت: 395هـ): " أصل واحد يدل على نبو الشيء عن الشيء
…
وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئا يقال: جفا عنه يجفو
…
والجفاء: خلاف البر، والجفاء: ما نفاه السيل، ومنه: اشتقاق الجفاء " (1)
والمراد بالجفاء شرعا: الميل إلى طرف التفريط بالتساهل وترك أوامر الله عز وجل والإعراض عنها أو إتيان ما نهى الله عز وجل عنه، سواء أكان ذلك في الاعتقاد أو العمل، فهو قصور دون بلوغ
(1) مقاييس اللغة 1/ 465.
الوسطية بالجنوح إلى التقصير.
والله عز وجل قد أمر بالتمسك بدينه، كما قال تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (1)، ويقول تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (2) ففي الآيتين وجوب التمسك بما أمر الله عز وجل به وعدم التفريط في ذلك.
وكذا السنة جاءت بما جاء به الذكر الحكيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«دعوني ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم (3)»
ومخالفة ذلك بالتفريط في هدي الكتاب والسنة جفاء منهي عنه، يقول الله ـ تعالى ـ:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (4).
ففي الآية الأمر بالتمسك بهدي الكتاب والسنة حتى يلقى الإنسان ربه وهو غير مفرط في حقه.
(1) سورة الأنعام الآية 153
(2)
سورة آل عمران الآية 31
(3)
أخرجه البخاري 6/ 2658، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4)
سورة الحجر الآية 99