الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن هذا القول من البدع المشهورة، وقد اتفق الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، وسائر أئمة المسلمين على أنه لا يخلد في النار أحد ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان.
واتفقوا أيضا على أن نبينا صلى الله عليه وسلم يشفع فيمن يأذن الله له بالشفاعة فيه من أهل الكبائر من أمته، ففي الصحيحين عنه أنه قال:«لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة (1)» (2)
(1) أخرجه: مسلم 2/ 59 رقم 199.
(2)
مصباح الظلام 591 - 592، وكلام شيخ الإسلام في: الفتاوى 7/ 222 - 223.
الحجة الثالثة: اللغة
.
من حجج المرجئة في إخراج العمل من الإيمان اللغة، ووجه ذلك عندهم أن الإيمان في اللغة هو التصديق، فكذلك هو في الشرع (1)
وعلى فرض التسليم بذلك فإن التصديق في اللغة أيضا ليس مجرد اعتقاد، بل يكون في القول والعمل.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في جواب هذه الشبهة: " من المعلوم عقلا وشرعا أن نية الحق تصديق، والعمل به تصديق، وقول
(1) انظر: التوضيح 114، 124، 129، وراجع: الفتاوى 7/ 121، 289، وشرح الطحاوية 2/ 470 - 471.
الحق تصديق، فليس لأهل البدع ما ينافي قول أهل السنة والجماعة، ولله الحمد والمنة.
قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (1)، أي فيما عملوا به في هذه الآية من الأعمال الظاهرة والباطنة.
وشاهده في كلام العرب: قولهم: حملة صادقة (2)
فالإيمان لو كان مجرد تصديق دون انقياد، لكان إبليس، وفرعون وقومه، وقوم صالح، واليهود والذين عرفوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله كما يعرفون أبناءهم، وأبو طالب، مؤمنين، والله تعالى قد حكى كفرهم مع اعترافهم وتصديقهم (3)
ولما جاء النفر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عما دلهم على نبوته، فقالا: نشهد أنك نبي، فقال صلى الله عليه وسلم:«فما يمنعكما عن اتباعي» ؟، قالا: إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك تقتلنا يهود.
(1) سورة البقرة الآية 177
(2)
فتح المجيد 469، وانظر: مسائل لخصها الإمام 11، وراجع: الفتاوى 7/ 293.
(3)
انظر: التوضيح 114، وراجع الكلام على الحجة الأولى في تقرير كفر هؤلاء.