الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغدر وعن قتل النساء والشيوخ والصبيان) (1)
والأصل في الوسائل والأساليب الدعوية الحل والإباحة بشرط ألا يكون فيها مخالفة شرعية؛ إذ الأساليب والوسائل لهما حكم الغايات والأهداف، والدعوة هدفها شريف ومشروع فكذلك يجب أن تكون أساليبها ووسائلها سليمة ليس فيها ما يخالف الشرع المطهر
فالداعية له حرية اختيار ما يتاح له من الأساليب والوسائل المباحة شرعا والمناسبة لإمكاناته وقدراته والمناسبة لموضوع دعوته ولجمهورها.
(1) قواعد الوسائل في الشريعة الإسلامية /مصطفى مخدوم (ط1: 1420)299.
أنواع الأساليب الدعوية
وتنقسم الأساليب الدعوية إلى نوعين:
الأول: الأساليب القولية: وهي كل أساليب التبليغ بالقول كالخطبة، والمناظرة، والمحاضرة، والندوة، والمقالة، والرسالة، وتأليف الكتب، ونحوها ولكل واحدة منها خصائصها وسماتها وتطبيقاتها وأساليبها الخاصة بها.
والثاني: الأساليب الفعلية: وهي كل أساليب التبليغ بالفعل كالقدوة الحسنة والجهاد، وإنكار المنكر باليد، والهجر، ونحو ذلك ولكل
واحدة من هذه خصائصها وسماتها وضوابطها وتطبيقاتها وأساليبها الخاصة بها.
وقد جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة ذكر عدد كبير من الأساليب والوسائل الدعوية، ومما يدل على الأساليب القولية ما جاء في قوله تعالى عن استخدام الموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (1). وقوله تعالى:{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (2)، وعن أسلوب الرفق واللين ما جاء في قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (3){فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (4)، وما جاء في قوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (5)، وعن أسلوب المناظرة ما جاء في قوله سبحانه:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (6).
(1) سورة النحل الآية 125
(2)
سورة العنكبوت الآية 46
(3)
سورة طه الآية 43
(4)
سورة طه الآية 44
(5)
سورة آل عمران الآية 159
(6)
سورة البقرة الآية 258
وعن أسلوب القوة والشدة في موضعه ما جاء في قوله تبارك وتعالى عن إبراهيم حين اشتد عناد قومه {أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ} (1){أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (2).
ومن الأساليب الدعوية ما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام في طريقة تغيير المنكر: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان (3)»
ومنها ما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام لأبي موسى ومعاذ رضي الله عنهما في أسلوب التبشير والتيسير والتحذير من التنفير والتعسير: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا (4)»
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال: «بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا (5)»
أما الأساليب الدعوية الفعلية فمنها أسلوب القدوة الحسنة ومما يدل عليه قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (6)، وقوله تعالى عن إبراهيم:
(1) سورة الأنبياء الآية 66
(2)
سورة الأنبياء الآية 67
(3)
صحيح مسلم /كتاب الإيمان: باب كون النهي عن المنكر من الإيمان /70.
(4)
صحيح البخاري / كتاب الجهاد والسير: باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب / 2811، وصحيح مسلم / كتاب الإيمان: باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير / 3263.
(5)
صحيح البخاري / كتاب الجهاد والسير: باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب / 2811، وصحيح مسلم / كتاب الإيمان: باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير / 3263.
(6)
سورة الأحزاب الآية 21
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (1)، وقوله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (2).
وعن التغيير باليد كأسلوب فعلي من أساليب الدعوة إلى الله له وقته ما جاء في قصة الخليل حين كسر الأصنام حيث يقول الله تعالى عنه: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} (3){فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ} (4)، ويقول سبحانه:{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} (5){مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ} (6){فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} (7).
وعن الجهاد كأسلوب فعلي من أساليب الدعوة إلى الله له ضوابطه وآدابه يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (8).
(1) سورة الممتحنة الآية 4
(2)
سورة الممتحنة الآية 6
(3)
سورة الأنبياء الآية 57
(4)
سورة الأنبياء الآية 58
(5)
سورة الصافات الآية 91
(6)
سورة الصافات الآية 92
(7)
سورة الصافات الآية 93
(8)
سورة التوبة الآية 73