الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1024 ـ
التختم بالفضة):
من محمد بن إبراهيم إلى المكرم عبد الله بن ناصر بن حمد سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: -
فقد جرى الاطلاع على استفتائك عن لبس الرجل خاتم الذهب، وما أشرت إليه من أن بعض الجهال يلبسه مع ما فيه من التشبه بالنساء.
والجواب: الحمد لله. إن كان الخاتم من الفضة فقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة. وإن كان من الذهب فقد ثبت في الأحاديث الصريحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرم الذهب على الرجال من أمته، ونهاهم عن استعماله، وغلظ في ذلك بقوله وفعله، وإليك بعض الأحاديث الواردة في ذلك:
1 -
عن علي رضي الله عنه قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه، وذهبا فجعله في شماله، ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي (1)» رواه أبو داود والنسائي.
2 -
وعن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة (2)» رواه أحمد والطبراني ورواته ثقات.
3 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه، وقال: يعمد أحدكم إلى
(1) سنن النسائي الزينة (5144)، سنن أبي داود اللباس (4057)، سنن ابن ماجه اللباس (3595)، مسند أحمد (1/ 115).
(2)
مسند أحمد (2/ 209).
جمرة من نار فيطرحها في يده. فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك وانتفع به. فقال: لا، والله لا آخذه، وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)» رواه مسلم.
4 -
وعن أبي سعيد رضي الله عنه: «أن رجلا قدم من نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار (2)» رواه النسائي. وفي معنى ذلك جملة أحاديث تركناها اختصارا، وهي تدل على تحريم لبس الرجل خاتم الذهب، ونحوه كدبلة الخطوبة، وسلسلة الذهب، والسوار، وساعة الذهب ونحوها، وقد عد ذلك من كبائر الذنوب والعياذ بالله.
وأما التشبه بالنساء فهذا محذور آخر، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال " وفي رواية:«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء (3)» رواه البخاري.
فيا عجبا لمن يؤمن بالله ورسوله ثم يتجرأ على ما حرم عليه تحريما صريحا فيرتكبه مخالفة وعدم مبالاة وتقليدا للأعاجم والجهال {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (4). والسلام عليكم.
(ص ـ ف 839 في 3 - 4 - 1385هـ)
(1) صحيح مسلم اللباس والزينة (2090).
(2)
سنن النسائي الزينة (5188)، مسند أحمد (3/ 15).
(3)
صحيح البخاري الحدود (6834)، سنن الترمذي الأدب (2785)، سنن أبي داود الأدب (4930)، سنن ابن ماجه النكاح (1904)، مسند أحمد (1/ 365)، سنن الدارمي الاستئذان (2649).
(4)
سورة آل عمران الآية 8