الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مراعاة جلب المصالح ودفع المفاسد في السنة
دراسة من خلال الاستنباط في فتح الباري
لفضيلة الدكتور محمد بن عبد الله القناص
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وترجيح خير الخيرين وتحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما
وقد اعتنى الحافظ ابن حجر رحمه الله (ت: 852 هـ (في كتابه «فتح الباري» بالاستنباط من النصوص الحديثية فيما يشهد لقاعدة جلب المصالح وتكميلها وتقديم الأهم فالأهم منها، ودفع المفاسد وتقليلها، وقد رأيت الإلمام بهذه الاستنباطات وجمعها في هذا البحث للأسباب التالية:
1 -
أن هذه الاستنباطات القيمة متناثرة في تضاعيف «فتح الباري» ، وهو كتاب كبير يصعب على المطالع فيه الإلمام بها، والوقوف عليها، وجمعها في بحث يسهل الرجوع إليها، والاستفادة منها.
2 -
يبرز هذا البحث السنة العملية التطبيقية في مراعاة جلب المصالح،
ودرء المفاسد، بحيث يقف القارئ على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاته لجلب المصالح، ودفع المفاسد.
3 -
يتجلى في هذا البحث عناية العلماء بالاستنباط من السنة النبوية فيما يعود إلى قاعدة جلب المصالح ودفع المفاسد، وهذه الاستنباطات القيمة ترسخ ملكة الفهم لدى المتفقه في السنة؛ فتقوده إلى استنباط المزيد فيما يعود إلى هذه القاعدة وغيرها من خلال النصوص الحديثية الأخرى.
ومن المعلوم أن المصالح قد تتعارض مع مصالح أخرى أو مع مفاسد، والمفاسد قد تتعارض مع بعضها أو مع مصالح أخرى، وقد ظهر من خلال استقراء الاستنباط من النصوص الحديثية في «فتح الباري» أن الاستنباط من النصوص الحديثية فيما يرجع إلى هذه القاعدة يتفرع إلى أربع قواعد، وقد جعلت لكل قاعدة مبحثا، ثم أوردت تحت كل مبحث الأحاديث التي استنبط منها الحافظ ما يشهد لهذه القاعدة، مع بيان موضع الشاهد ووجه الاستنباط، وقد أثبت لفظ البخاري في الأحاديث المستشهد بها، والمباحث الأربعة هي كما يلي:
المبحث الأول: تحصل أعظم المصلحتين بترك أدناهما.
المبحث الثاني: تقديم المصلحة الراجحة على المفسدة الخفيفة.
المبحث الثالث: تقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة.
المبحث الرابع: احتمال أخف المفسدتين بدفع أعظمهما.
وختمت البحث بخاتمة تتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها، ثم
ذيلت البحث بفهارس فنية، وأسميت هذا البحث:«مراعاة جلب المصالح ودفع المفاسد في السنة دراسة من خلال الاستنباط في فتح الباري» .
هذا وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه، نافعا لعباده، وما كان فيه من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله التواب الرحيم.
وكتبه
د/محمد بن عبد الله القناص
أستاذ الحديث المشارك في كلية الشريعة
وأصول الدين - جامعة القصيم
غرة ذي القعدة 1428 هـ