‌المطلب الأول: تعريف العرض - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٩٠

الحكم على الحديث:

الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ فيه المطلب المخزومي: كثير الإرسال والتدليس، ولم يثبت له سماع من أم سلمة وقد عنعن، لكن طرق الحديث عن أم سلمة كثيرة؛ كما في التخريج، فيرتقي بذلك إلى الحسن لغيره.

من فقه الحديث:

مسألة: من تخطب إليه المرأة

خطبة المرأة تكون إلى وليها، ويجوز أن تخطب المرأة الرشيدة إلى نفسها كما في أحاديث الباب.

‌

‌المبحث الثاني

، وفيه مطلبان:

‌

‌المطلب الأول: تعريف العرض

العرض لغة (1)(2) قال ابن فارس: العين والراء والضاد بناء تكثر فروعه، وهي مع كثرتها ترجع إلى أصل واحد وهو العَرْض الذي يخالف الطول.

وعَرَض الشيء عليه يعرُضهُ عَرْضًا أراه إياه.

وعَرَضَ المتاعَ يعرضهُ عَرضًا، كأنه في ذاك قد أراهُ عَرْضَه،

وعَرَّض الشيء تعريضًا: جعله عريضًا.

وعَرضتُ الجارية والمتاعَ على البَيع عَرضًا وعَرَضْتُ الكِتاب، وعرضْتُ الجُنْدَ عَرْض العَيْن إذا أَمْرَرْتَهُمْ عَلَيْكَ ونَظَرْتَ ما حالُهُمْ.

وعَرض له أمرُ كذا يَعْرِضُ أي ظَهَر.

وعرضت عليه أمر كذا وعَرَضْتُ له الشيء، أي أظهرته له وأبرزته إليه.

ونظرت إليه من عَرضٍ: أي من جانب وناحيةٍ، وقوله تعالى:{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ} (الكهف: 10). قال الفراء: أبرزناها حتى نظر إليها الكفار.

وأعْرَضَتْ هي: أي استبانت وظهرتْ.

العرض اصطلاحًا: هو ذكر المرأة للرجل لأجل نكاحها ويكون من المرأة أو وليها.

أما من المرأة فلا يخلو من أحد أمرين:

الأول: أن يكون بغير عوض، أي بمعنى (الهبة) وهذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ففي حديث سهل بن سعد:«إذ قامت امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك» (1) وفي بعض رواياته «عرضت نفسها» (2) وسيأتي الحديث عنه.

الثاني: أن يكون بعوض أي (بمهر) وهذا أمر جائز قال في