الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فتاوى سماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
س: هناك بعض الدعاة يفتي في مسائل تخالف ما أفتى به العلماء الكبار فماذا توجهون لهم؟
ج: الداعي إلى الله مهمته إيضاح الحق، والدعوة إليه، وتبيين الباطل، والتحذير منه ببيان أدلته من الكتاب والسنة ولكن ليعلم الداعي إلى الله أنه ليس كل داعٍ مفتيًا. فقد يحسن الدعوة إلى الله، ويحسن الوعظ والتنبيه والإرشاد لكنه لم يبلغ منزلة يقدر من خلاله أن يفتي، فعلى الداعي إذا سئل عما لا يعلم ألَاّ يجيب إلا بعد أن يرجع إلى من هو أعلم منه ليوضح له الحق، أما ما يتخذه بعض الدعاة من كونه كلما وعظ وذكر سئل فأجاب سواء بعلم أو بغير علم، فهذا لا يجوز، ولهذا يتكلم بعضهم في مسائل لا يفتي فيها إلا كبار العلماء لكنه من باب الثقة في نفسه، والجرأة، والخجل من قوله لا أعلم، يفتي ولو كانت فتواه مخالفة للحق.
س: انتشرت في الفترة الأخيرة عقوق الوالدين بسبب طغيان الماديات والانفتاح الإعلامي، فماذا ترشدهم؟
ج: عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، ولعظم حق الوالدين قرن الله حقهما بعبادته في كتابه العزيز وأمر بالإحسان إليهما، قال تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (الإسراء: 23)، وجاء في السنة النبوية المطهرة النهي عن الشرك بالله وقرن ذلك بالنهي عن عقوق الوالدين، فقال صلى الله عليه وسلم:«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، قالوا بلى يا رسول الله، قال: الشرك بالله، وعقوق الوالدين» (1)، فلعظم العقوق جعله قرين الشرك، فنهى عن الشرك الأكبر، ونهى عن عقوق الوالدين، وذلك ليبين عظم جرم العقوق، والعقوق مصدره وأسبابه ضعف الإيمان، وقلة الحياء، وانعدام المروءة، والوفاء، وقلة الخير، ودناءة النفس وخستها، إن هذا العاق لو رجع قليلاً للوراء وتفكر في أمه وما بذلته من جهد ومن حمل، ووضع، وإرضاع، وحضانة، وما بذله الأب من نفقة، وتربية، وإحسان لعلم أنه أخطأ خطأً كبيرًا في حقهم، فكان الأولى به أن يحسن إليهم، وأن يرد لهم شيئًا من جميلهم ولن يستطيع أن يرد إلا جزءًا يسيرًا من إحسانهم وجميلهم، ولهذا ذكَّر الله بحقوق الأبوين، فقال في حق الأم:{وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} (الأحقاف: 15)،
(1) صحيح البخاري الشهادات (2654)، صحيح مسلم الإيمان (87)، سنن الترمذي تفسير القرآن (3019)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 37).