الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ديوان المظالم بالرياض - رحمه الله تعالى-، وفضيلةَ الأستاذ الدكتور علي أحمد مرعي، رئيس قسم أصول الفقه وعميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر بالقاهرة.
وأسأل اللهَ تعالى ((المبتدئَ لنا بِنِعَمِهِ قبلَ استحقاقِها، المُديمَهَا علينا، معَ تقصيرِنا في الإتيانِ على ما أوجبَ به من شكرهِ بها، الجاعِلَنَا في خَيْر أُمَّةٍ أُخرِجَتْ للنّاس: أن يَرْزُقَنا فَهْمًا في كتابِهِ، ثم في سُنّةِ نبيِّهِ، وقولاً وعملاً، يُؤَدّي به عنا حقَّه، ويوجب لنا نافلةَ مزيدِهِ)) (1){وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}
(1) اقتباس من افتتاحية الإمام الشافعي رحمه الله لكتابه ((الرسالة)) ص (19 - 20).
تمهيد:
اقتضت حكمةُ الله تعالى وإرادتُه أن يخلق الإنسانَ لِعبَادتهِ وطاعتِهِ، فالعبادةُ بأنواعها مظهَرٌ لخضوعِ الإنسانِ لربِّهِ تبارك وتعالى، وتحقيقٌ لغايةِ وُجُودهِ في هذه الأرض.
وقد جعل اللهُ - تعالى- الصلاةَ رأس هذه العبادةِ، وعمودَ الدِّين الذي لا يقوم إلاّ به، فكانت من أعظم ما أوجبَهُ اللهُ تعالى على عباده؛ أمَرَ بها استقلالاً، وقرَنَها مع عباداتٍ أخرى، وحثَّ على أدائها، وحذّر من التَّهاوُنِ فيها، وشدَّد على من يتهاون فيها
ويضيّعها، فهي العلامةُ الفارقةُ بين الإيمانِ والكُفْرِ.
والأصلُ في الصَّلاة أنْ تُؤدَّى أداءً كاملاً بالجماعة، ولذلك حثَّ الإسلامُ على الجماعة، ورغَّب فيها، وجعلها من شعائر الدين الظَّاهرة، وأجاز قتال من تواطؤوا على تركها. والأصل: أنَّ الجماعة إنما تكون في المساجد التي أمر الله تعالى برفعها وعمارتها ماديًّا ومعنويًّا، ولهذا شرعَ الإسلامُ آدابًا للإتيان إليها والسَّعي مِنْ أجلها، دون إسراعٍ أو إخلالٍ بالسَّكينة والوقار.
وعندما يصلِّي المسلم: قد يكون منفردًا، أو مأمومًا مقتديًا، أو إمامًا، ولكلٍّ من هؤلاء أحكامٌ تخصُّه.
والمأموم: إما أن يُدرك الصلاة من أولها إلى آخرها، بعد تكبيرة الإحرام مع الإمام، وإما أن يفوته ذلك.
فإن أَدْرَكَ المقتدي الإمامَ بعد تكبيرة الافتتاح، وقضى صلاتَه كلَّها مع الإمام: فهو المُدْرِكُ.
وإن أَدْرَكَ أول الصلاة، وفَاتَه الباقي منها مع الإمام، لحدثٍ سبقه مثلاً، أو بقي قائمًا من شدَّة الزحام. . . فلم يركع أو لم يسجد مع إمامه، أو كان في الطائفة الثانية في صلاة الخوف: فهو اللَاّحق.
وأمّا مَن لم يدركِ الإمامَ في الرَّكْعَة الأولى من الصلاة، وإنما