الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمكنتهم وأحوالهم، فقد ضلَّ وأضل وكانت جنايتُه على الدين أعظم من جناية من تطبَّب للناس كلِّهم بما في كتب الطب (1)
مما جعل لآرائه وفتاواه القبول بين العلماء فضلاً عن العامة والدهماء، وكان لمنهجه أثره البالغ على مُعاصريه (2) وتلاميذه وطلاّبه ومن بعده. وظل لمدرسة ابن عطْوة الفقهية امتدادُها العميق. ويُعد الشيخ عبد الله بن محمد بن ذَهْلان (ت 1099هـ) قاضي الرياض وتلميذاه الأثيران: عُثمان بن قائد (ت1097هـ) صاحب الحاشية المشهورة على المُنتهى، وأحمد بن مَنقور (ت 1125هـ) صاحب المجموع من أكثر المتأثرين بمنهجه واختياره.
(1) ينظر: ابن منقور، المجموع 2/ 33، وينظر أيضا: 2/ 189. ') ">
(2)
ينظر ما وقع بينه وبين بعض مُعاصريه من العلماء من مناظرات وردود علمية؛ كما وقع بينه وبين أحمد الشويكي (ت949هـ) صاحب التوضيح، وبينه وبين عبد الله بن رحمة: ابن منقور، المجموع 1/ 250، 226، 2/ 392، وابن بشر، عنوان المجد 2/ 303، وابن حميد، السحب 1/ 215، 3/ 1134، وابن جاسر، مفيد الأنام 2/ 125.
المسألة الرابعة: صفاتُه ومكانته وثناء العلماء عليه
.
صفاتُه ومكانته:
كان ذكيًّا قوي الحفظ فطنًا محنكًا، معروفًا بالورع والتقوى
وحسن الخُلق (1)(2) حريصًا على طلب العلم والجد في التحصيل؛ فكان يكتب ما يسمعه من شيوخه في الدرس (3) معظمًا لشيوخه وفيًّا لأساتذته؛ يحتفل بآرائهم واجتهاداتهم، وينقلُ عنهم في فتاواه وأجوبته. فانتشر علمُه وبقي أثره؛ بفضل الله ثم بجهوده وما كان يتمتع به من صدق وإخلاص وتواضع (4)
لا تراه يتردَّد في الاعتراف بالقُصور في معرفة بعض المسائل، والحاجة إلى مفاوضة العلماء أو التوقف عن الجواب (5) بل إنه ترك الإفتاء في آخر حياته، وقال لمن طَلب منه ذلك: والذي أعرفك عرَّفك الله كلَّ خير أني من سنتين ما أفتيت، وقد عزمتُ على ترك الإفتاء (6)
كانت له المكانة السامية بين عُلماء وقته (7) وإليه المُنتهى في
(1) ينظر: ابن منقور، المجموع 1/ 4، 205، 2/ 232، 276، وابن حميد، السحب الوابلة 1/ 275.
(2)
ينظر: ابن منقور، المجموع 1/ 4، 205، 2/ 232، 276، وابن حميد، السحب الوابلة 1/ 275. ') ">
(3)
ينظر: ابن منقور، المجموع 1/ 4. ') ">
(4)
ينظر: ابن منقور، المجموع 1/ 55، 152، 161، 195، 275، 259، 288، 313 وغيرها. ') ">
(5)
ينظر: ابن منقور، المجموع 1/ 120، 191، 204، 224، 305، 2/ 8، 48، 73، 74، 335 وغيرها. ') ">
(6)
ينظر: ابن منقور، المجموع 2/ 143. ') ">
(7)
ينظر: ابن منقور، المجموع 2/ 392، وابن عيسى، التاريخ 41. ') ">
الفتوى في بلاد نجد (1) مع ما كان يتحلَّى به من الصدع بالحق، ونقد ما يراه من انحراف (2)
أثنى عليه شيوخُه (3) وحظي بالإجلال والاحترام، ونشر الله ذكره ورفع منزلته بين أهل عصره؛ حتى إنَّ جُملة من مؤرخي نجد جعل وفاته تاريخًا فاصلاً ابتدؤوا به كتبهم، كما صنع ابنُ يوسف وابن ربيعة وغيرُهما.
كان كثير الإحسان جوادًا كريمًا، ولما أراد الرجوع إلى وطنه من رحلته إلى الشام أوقف عددًا من كُتبه في المكتبة العُمرية في الصالحية بدمشق.
ثناءُ العلماء عليه:
نال ثناءَ العلماء وطلاب العلم وتمجيدهم؛ لما كان يتمتع به من صدق وإخلاص، وورع وفقه ونُصح وحُب للعلم وطلابه.
قال شيخُه يوسف بن عبد الهادي: له مشاركةٌ حسنة (4)
وقال بكر بن عَتيق: الأخ العزيز ذو الشرف الأصيل والقدر
(1) ينظر: ابن منقور، المجموع 1/ 161، 196، 199، 205، 216، 218، 239، 366، 2/ 26، 106، 143، 326، وابن حميد، السحب الوابلة 1/ 275.
(2)
ينظر: نقده لبعض فقهاء عصره: ابن منقور، المجموع 2/ 76، 106. ') ">
(3)
ينظر: ابن عبد الهادي، الجوهر المنضد 15، وابن حميد، السحب الوابلة 1/ 275. ') ">
(4)
ابن عبد الهادي، الجوهر المنضد 15. ') ">
الجليل، أكرم المناسب وأرفع المراتب. الشيخ العلَاّمة أحمد بن يحيى. سلَّمه الله من كل سوء، ونوَّر قلبه بنور الهدى (1)
وقال عثمان بن قائد (ت 1097هـ): العارف بالله تعالى، ذو الكرامات الظاهرة والآيات الباهرة (2)
وقال عُثمان بن بشر (ت1290هـ): العالم العلام، كان له اليد الطولى في الفقه (3)
وقال ابن حُميد (ت 1295هـ): تفقَّه ومهر في الفقه، فأجازه مشايخُه وأثنوا عليه. فرجع إلى بلده موفور النصيب من العلم والدين والورع، فصار المرجع إليه في قطر نجد والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد. وانتفع به خلقٌ كثير من أهل نجد، تفقَّهوا عليه وألَّف مؤلفات عديدة. وله تحقيقات نفيسة وتدقيقات لطيفة (4)
وقال ابن عيسى (ت1343هـ): كانت له اليد الطولى في الفقه. أخذ العلم عن عدة مشايخ، وأثنى علماء وقته على مؤلفاته
(1) طُرَف الطرف (1). ') ">
(2)
عثمان بن قايد: إجازة الحبتي، كما في السحب الوابلة 1/ 275. وفي هذه النعوت ما فيها من مبالغات الصوفية.
(3)
ابن بشر، عنوان المجد 2/ 303. ') ">
(4)
ابن حميد، السحب الوابلة 1/ 275. ') ">